العدد 2259
الأحد 21 ديسمبر 2014
banner
ننتظر برنامج الحكومة أكثر من النواب! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأحد 21 ديسمبر 2014

ننتظر نحن المواطنين برنامج الحكومة الذي سيقدم إلى مجلس النواب خلال الأيام القادمة، وقد ذكر رئيس مجلس النواب أحمد الملا في تصريحات صحفية أن المجلس طلب من الحكومة أن يكون البرنامج مفصلا وشاملا لكل المعلومات، ويأمل المجلس أن يتضمن البرنامج مكتسبات إضافية للمواطنين بما في ذلك علاوة الغلاء.
بصورة عامة نتمنى ألا تكون أزمة تدنى أسعار النفط وانعكاساتها السلبية على الاقتصاد سببا في تغير بعض البرامج والخطط المتعلقة بتحسين المعيشة وزيادة الرواتب، أو كما قال رئيس مجلس النواب تحقيق مكتسبات إضافية للمواطنين بما فيها علاوة الغلاء. نحن ننتظر برنامج الحكومة ربما أكثر من النواب أنفسهم، ننتظر قرارات تدخل الفرحة في قلوب المواطنين ومشروعات متنوعة تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أيضا. المواطن لا تهمه التفاصيل، ولن يتابع الموضوعات المتعلقة “بالروحه والييه”، ولكن ما يهمه هو أن يرى وضعه المعيشي يتحسن، ويتخطى راتبه الرقم المتجمد.
لن يلتفت المواطن إلى أي شيء، ولن يطالب إلا بمسألة واحدة فقط، وهي تحسين المعيشة، ومزيد من التطور والنماء والرخاء. هناك ملامح وخطوط وأولويات في العمل بمجلس النواب، ومنها أولا مسألة تحسين المعيشة، لا أن يخرج بعض النواب عن الخط، وينسون المواطن ويتحدثون عن أنفسهم ويطالبون الحكومة بمزايا أخرى.
تحديات المجلس الحالي تفوق تحديات المجالس السابقة، والأدوار التي يستطيع ممارستها مؤثرة بشكل مباشر في صنع القرار، ولكن أكثر ما يخشاه المواطن هو أن يقف عمل النائب عند حدود معينة لا يستطيع تجاوزها، ليس بسبب الحكومة. أبدا وإنما بسبب تخاذله وعدم اكتراثه بمطالب الناس والسقوط في معارك جانبية لن تفيد المواطن بأي شيء “كالاعتراض على الحفلات الفنية أو برامج تلفزيونية”!
عندما تطرح الحكومة برنامجها يجب على النواب أن يكون تحليلهم جوهريا، وذا قيمة فعلية، ومؤطرا إستراتيجيا، واستيعاب كل شيء فيه على نحو ناضج ومكتمل. فنحن عندما نقول تحسين معيشة المواطن، فأننا ندعو إلى إبقاء مسألة زيادة الرواتب ساخنة لا نغفلها أبدا تحت أي تأثير كان. للأسف كانت هناك أصوات في البرلمان السابق خرجت إلينا بتقييمات خاطئة في مسألة زيادة الرواتب، وتحدثت كثيرا عن أشياء هامشية، وتجاهلت المطالب الرئيسة للمواطن.
أرجوكم ثم أرجوكم.. اتركوا عنكم يا نوابنا الموضوعات والاقتراحات غير المجدية والمتمثلة في محاربة الفنون والدخول في صراعات حول مسائل وقتية. نريد منكم كمواطنين الانشداد الدائم للمؤشرات الإيجابية التي تصب في مصلحتنا، وأولها زيادة الرواتب وتحسين المعيشة باستخدام المرونة والقوى التي بين يديكم. أنتم اليوم مدعومون أكثر من أي وقت مضى إلى رسم إستراتيجية البلد، ويجب أن يكون لديكم تصور واضح لكل المطالب التي يريدنا المواطن، وأهمها تحسين المعيشة. اتركوا المسائل الهامشية، والتفتوا إلى صلاحياتكم الموسعة في المجال التشريعي والرقابي فيما يخص أهم ملف تحملونه، وهو ملف تحسين المعيشة.
كل ما يتنماه المواطن منكم هو وضع إستراتيجية وطنية وخطة عمل ورصد ومراقبة وجهودا متواصلة؛ للإسراع في الأمور التي تهم معيشة المواطن أولا وأخيرا. أن يتم التركيز في تنفيذ المشاريع المتعلقة بدخله. وأنا أبصم بالعشر أن الحكومة برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه لن تدخر وسعا في العمل من أجل خدمة المواطن، وتحقيق طموحاته وتطلعاته، ولكن الحكومة تطلب منكم أيضا الرقابة وتضافر الجهود جميعا؛ من أجل أداء جيد في مختلف القطاعات والجهات بكل أمانة وإخلاص.
نطلب منكم كممثلين عن الشعب بذل المزيد من الجهد؛ لتحقيق ما يتطلع إليه المواطن، ولا شيء غير ذلك يا سعادة النواب!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .