العدد 2236
الجمعة 28 نوفمبر 2014
banner
طوارئ السلمانية... تحتاج إلى إعادة نظر! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الجمعة 28 نوفمبر 2014

نقدر كل الجهد الذي تقوم به وزارة الصحة ونثني على جهود الأخ العزيز الدكتور صادق الشهابي وزير الصحة وكل العاملين، وأسعدنا خبر توسعة قسم الطوارئ الجديد مؤخرا ولعل ما لفت انتباهي في تصريح الوزير في الخبر المنشور يوم الأربعاء هو: "تمت توسعة منطقة الانتظار القديمة لتصبح 300 متر مربع بدلا من السعة السابقة وهي 220 مترا مربعا وإضافة 3 عيادات للتصنيف تعمل بها ممرضات مؤهلات إضافة إلى ممرضة تسجيل تقوم باستقبال المرضى والمراجعين وتوجيههم إلى مكان الانتظار المناسب لهم حيث يتم توجيه الحالات الطارئة والحرجة لغرفة الإنعاش والمتابعة الفورية، والحالات المتوسطة للجلوس في منطقة الانتظار ذات الكراسي باللون الأصفر ومدة الانتظار فيها لا تتجاوز الـ "30 دقيقة" أو منطقة الانتظار ذات الكراسي باللون الأخضر ومدة الانتظار فيها لا تتجاوز الساعة إلى الساعتين، لافتا إلى ان ممرضة التسجيل تتأكد من حالة المرضى بالمرور عليهم والاطمئنان على عدم تطور حالتهم الصحية بشكل سلبي".
يوم الأحد الماضي أخذت ابني إلى مركز أنجنير الصحي بعد شعوره بألم حاد في أذنه اليمنى، وبعد انتظار لمدة ساعة كاملة جاء الفرج ودخلنا على الطبيب وبعد الفحص قال إن سبب هذا الألم وجود "حشرة صغيرة" في أذن الولد، وعلى الفور كتب لنا تحويلا إلى طوارئ السلمانية لشفط الحشرة بأجهزة خاصة في جناح الأذن والحنجرة. وصلنا إلى طوارئ السلمانية وبعد تقديم أوراق التحويل أجرت ممرضة التسجيل فحصا لابني وقالت لنا عليكم الانتظار، وعندما سألتها عن المدة قالت، ربما ساعة!
كيف للولد أن ينتظر لمدة ساعة كاملة وهو يبكي من شدة الألم؟ شيء لا يمكن تصديقه، تحاملت على نفسي وانتظرت ولكن بعد نصف ساعة من الانتظار ازداد الألم على الولد وحينها توجهت إلى رجل الأمن وقلت له لا يمكنني الانتظار طويلا، يفترض أن يدخل مباشرة على غرفة العلاج لا أن ينتظر، انتظرنا ما يكفي في المركز الصحي وهنا أيضا سننتظر، هل تنتظرون لغاية أن تصاب أذنه لا قدر الله بمكروه، حينها تفهم رجل الأمن وضعنا الصعب واقترح علّي أن أعرف رقم غرفة المعالجة من ممرضة التسجيل والذهاب مباشرة إلى الطيب، قمت بما يجب فعله ودخلت على الطبيب مباشرة وشرحت له الوضع وبالفعل شاهد ابني يتألم من أذنه وبعد الفحص حولنا سريعا إلى جناح 64 الطابق السادس للعلاج. ولله الحمد تم استخراج الحشرة من أذن الولد.
ما أريد قوله من الحالة التي مررت بها إن طريقة المعالجة في قسم الطوارئ وبالأخص مع المحولين من المراكز الصحية يفترض أن تتغير. نعم هناك ممرضة تسجيل هي من تقيم الحالات وترشدهم إلى مكان الانتظار المناسب، ولكن هل يعقل أن يتم تقييم حالة ابني على أنها حالة ليست طارئة وحرجة، وجود حشرة في أذن طفل يتألم هل هي حالة عادية في عرف الطب؟
أعرف أن هناك حالات ربما أصعب من حالة ابني ولكن هذا التقصير يحتاج إلى إعادة نظر من قبل المسؤولين في الصحة. طوارئ السلمانية منظومة تخدم شريحة كبرى من المواطنين ولكن للأسف لغاية الآن لا نجد تنظيما فعليا رغم وجود 36 طبيبا و90 ممرضا خلال الـ 24 ساعة كما جاء في تصريح الوزير.
لا يختلف اثنان على ما تقدمه وزارة الصحة من رعاية طبية على مستوى أكثر من رائع وبأحسن المستويات في كل المراكز الصحية ومستشفى السلمانية ولكن مشكلتنا تكمن في التنظيم وكيفية التعامل مع المرضى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .