كان يوم أمس يوما غير عادي بالنسبة لنا كرجال صحافة وإعلام، حيث تشرفنا بالسلام على سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه في مجلسه بعد نجاح الفحوصات الطبية وعودته إلى شعبه. أول ما قاله سموه للحضور: “يقولون خذ قسطا من الراحة... وأنا أقول، راحتي من راحة شعبي”.
هكذا هو سيدي سمو رئيس الوزراء، المواطن البحريني يسكن قلبه ويحرص باستمرار على متابعة أموره والالتقاء به. قائد يستمد قوته من محبة شعبه له ولهذا فالعلاقة بين “بوعلي” وبين شعب البحرين علاقة لا يمكن وصفها بكلمات. وشعب البحرين كما وصفه سموه بأنه شعب أصبح قدوة يحتذى بها. بطيبته وتلاحمه وعمله المثابر، ولن يستطيع أي أحد النيل من هذا الشعب المخلص. وفي هذا الخصوص قال سموه: “دخلت علينا أياد حاولت تفرقتنا ولكن كل المحاولات فشلت”.
نعم يا سيدي، دخلت علينا وجوه بأقنعة مزيفة ومسميات مختلفة مثل الديمقراطية والانفتاح حاولت زرع الفتنة والشقاق في المجتمع وتأجيج الطائفية الحاقدة، ولكن كل تلك المحاولات فشلت فشلا ذريعا ولم يستطيعوا تمرير مخططاتهم الخبيثة. كانوا يبتسمون أمامنا ولكنهم كانوا يخفون خنجرا وراء ظهورهم لطعننا.
شعب لا يستفيد من تجاربه ولا يتعلم من الدروس من المؤكد أنه شعب سيعاني كثيرا، هذا ما صوره لنا سموه حفظه الله حينما قال: “يجب أن نتعلم من الدروس التي مرت علينا، وتجعلنا نزداد قوة على العمل الجماعي”.
شعب البحرين بكل تأكيد مر بظروف مريرة جدا وكان يُراد له النزول إلى مستنقع الطائفية والحرب الأهلية، ولكن الوعي والبصيرة جعلت هذا الشعب الطيب يتجاوز المحنة ويصمد في وجه الأعاصير والصعاب، وها هو اليوم يزداد قوة وتماسكا ويمضي قدما خلف قيادته للبناء والتطوير. شعب يرفض الجمود ولا يعرف غير لغة الانتصار ورد كيد الأعداء والمتربصين.
ما من شك يعتبر الاقتصاد الركيزة الأساسية في ثبات وتقدم ونجاح الدول، وأي بلد يستهين بعجلة الاقتصاد سيكون بلدا ضعيفا لا محالة، لأن الاقتصاد بمثابة رئة الدولة التي تتنفس منها، وفي هذا الصدد قال سموه حفظه الله: “نريد من اقتصادنا أن ينتعش وليس السياسة فقط، فالاقتصاد يجب أن يتماشى مع السياسة، علينا تشجيع الاقتصاد”.
من منظور عام، أشغلتنا السياسة كثيرا خلال السنوات الماضية حتى استحوذت على حياتنا بشكل مخيف، أصبحنا نتكلم سياسة ونكتب سياسة وهذا الاندفاع نحو السياسة أنسانا أمورا أهم وأولويات يفترض التمسك بها كالاقتصاد وإنعاشه وعدم التساهل مع هذا الملف الحيوي المهم. هناك من يريد للبحرين أن تنشغل في التجاذبات السياسية وعدم الالتفات إلى التنمية والبناء، يريدون للبحرين أن تبقى أسيرة للألعاب السياسية التي لا تنتهي، ولهذا أقول، يكفينا سياسة ولنوجه بوصلتنا إلى إنعاش الاقتصاد كما ذكر سموه.
وفي تعبير صادق عن محبة سموه لرجال الصحافة وكتّاب الأعمدة قال: “أشكر رجال الصحافة والإعلام وكتّاب الأعمدة، كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونساءهم، لهم مني كل الشكر على ما قدموه وكتبوه من كلام طيب”.
كما قال حفظه الله ورعاه: “أشكر وأقدر موقف شعبي الوفي في الاستقبال الحار الذي أعطاني المزيد من العزم والقوة”.
سيدي سمو الأمير القائد، محبة أهل البحرين لكم كالبذرة الخالدة في القلوب. لقد أعطيت البحرين كل شيء، المجد والعزة والكرامة، وشعبك يسير خلف رايتك إلى الأبد.