العدد 2147
الأحد 31 أغسطس 2014
banner
إما الاتحاد الخليجي وإلا فلا أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأحد 31 أغسطس 2014

المشكلة تبدو أكثر تعقيدا والوضع لم يعد مثل السابق، والوصفة الناجحة لدول مجلس التعاون الخليجي اليوم لمواجهة الموجة الجديدة من الأخطار والإرهاب هو إعلان الاتحاد الخليجي ونتمنى من كل قلوبنا أن يعي الإخوة الأعزاء في قطر هذه الحقيقة وأن لا تتوسع الهوة بين الأشقاء خصوصا في هذا الوقت بالذات.
دول الخليج على المحك اليوم والدول في مختلف بقاع العالم تتكتل وتتحد لمواجهة اية محاولة للاختراق او العبث بالأمن، بل حتى ان بعض التكتلات تريد ادخال اكبر عدد ممكن من الدول تحت مظلة التحالف لتسير على الطريق الصحيح والآمن.
أعداء الخليج يسيرون على نهج ثابت ولا يمكن التنبؤ بمخططاتهم القادمة، فها هو النظام الإيراني يتسلح بصورة غير مسبوقة ويهيئ نفسه لممارسة دور “عنتر” بالتنسيق والدعم الأميركي الواضح، وكل دول الخليج تعرف هذه العلاقة والسياسة المشبوهة، فإن كانت دولنا الخليجية تحرص على علاقات التعاون وحسن الجوار، فالإيرانيون لن يتوقفوا عن ما يسمى بتصدير الثورة الى الدول المجاورة باستخدام شتى الطرق والأساليب ومنها الإرهاب والتحريض على القتل والتخريب.
النظام الإيراني يقرأ جيدا المتغيرات المتسارعة في المنطقة، ويتخذ كل التدابير اللازمة لتحاشي الضرر بمشروعه التوسعي، ولهذا نراه في الفترة الأخيرة يتحرك يمينا ويسارا وبمليون قناع يلبسه المسؤولون هناك.
التآمر على دول الخليج يأخذ اشكالا مختلفة وتحت إشراف ما نسميهم بالأصدقاء والدلائل واضحة امامنا، والنوايا المخلصة والطيبة لم تعد تنفع في هذا الزمن، ولهذا الواجب يدعونا الى إعلان الاتحاد الخليجي وتلبية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه الذي يدرك حجم الأطماع في المنطقة ورسم التكتيكات التي تضر بأمن واستقرار اهل الخليج.
الاتحاد الخليجي نتيجة منطقية لا مفر منها ونحن نواجه هذه التحديات التي لم نعرف عنها شيئا في السابق، إذ لم تشهد دولنا المسالمة مثل هذه التوترات إلا في الآونة الأخيرة وهذا الواقع يرتكز على أياد خفية وأخرى واضحة تدعم الجماعات الإرهابية وتغذي الحركات العدوانية من اجل هدف واحد لا غير، وهو ضرب وحدة أهل الخليج ومنجزاتهم ونشر الفوضى في مجتمعهم. هناك من لا يريد الاستقرار لأهل الخليج والسياسات التي امامنا تعبر عن نفسها، حيث كثرت الوسائل لتهديد امن الخليج ووحدته، والمحاولات الرامية لتغذية الإرهاب والتيارات المتطرفة في ازدياد واضح ومكشوف، ولا يمكن ان نبقى في موقف المتفرج حتى يتفاقم الوضع ومن ثم ندفع الثمن غاليا.
مملكة البحرين أيدت مقترحا فرنسيا لتحالف دولي ضد الإرهاب، جاء ذلك خلال الزيارة التي يقوم بها سيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد إلى فرنسا، وهذا المقترح الفرنسي مهم للغاية خصوصا لدول الخليج التي أصبحت مستهدفة من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية، ولكن دول الخليج في الظروف الراهنة بحاجة الى قرارات تتناسب مع حجم المخاطر التي تتعرض لها وأولها قرار إعلان الاتحاد الخليجي وتوحيد الصفوف ووضع حد نهائي للخلافات البسيطة بين الأشقاء. على دولنا الخليجية المضي قدما في هذا الطريق وسد الأبواب في وجه الطامعين. نريد الإسراع في تحقيق اتحادنا الذي اصبح ضرورة ملحة وسيكون النواة الحقيقية لتحقيق أمن دولنا.
الاتحاد الخليجي من القضايا العاجلة جدا التي يجب ان يحسمها قادتنا في اقرب وقت ممكن، ولا مجال للتأجيل والدراسات، فمعالجة المرض كما يقال تتم أولا بالتشخيص، والتشخيص أمامنا واضح وعلاجه إعلان الاتحاد الخليجي وإغلاق الطريق على كل من يسعى إلى دمار دولنا والقضاء على منجزاتنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .