أتساءل عن عدد البحرينيين، الذين يحرصون على تسجيل بيانات الاتصال، بسفارات المنامة في البلدان، التي يسافرون إليها، ولست متفائلا، من عدد، لن يتناسب، مع نسبة المسافرين.
وعلى سبيل المثال، وليس الحصر، فإن آخر ما لفتني - وبغض النظر عن تفاصيل القصة - تفاجأ سفارة البحرين في تايلند، صباح الخميس الماضي، وعبر خبر نشرته صحيفة محلية، بعودة مواطنة مريضة، من بانكوك إلى المنامة، دون إبلاغ السفارة، التي تواصلت مع ذوي المريضة، لتقديم المساعدة والعون، للعودة لأرض الوطن، بعد مشاكل واجهتها في الغربة.
كذلك، قرأت أخبارا متفرقة في فترات سابقة، عن متابعة سفارات المنامة في بلدان متعددة، لما يتعرَّض له مواطنون، من حوادث أو مشاكل، من بعد نشر شكواهم في الصحافة أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وأعتب على البحريني أولا؛ لأنه يتعين عليه، التواصل مع سفارة بلده فورا، أو مع غرفة العمليات بوزارة الخارجية بالمنامة (17227555)، عند مواجهته أيّة مشكلة.
وأعتب على وزارة الخارجية ثانيا؛ لأنه يتوجب عليها، تكثيف الوعي المجتمعي للمسافرين، حول وسائل الاتصال مع سفارات بلدنا، تطويقا لتفاقم مشكلة المواطن المسافر.
أطالب بتقوية ثقافة تواصل المواطن، مع سفارة بلده، مثل الغربيين، فهي بيته في الخارج، وملاذه من الأخطار.
وما حفزني للكتابة عن ذلك، إصرار عائلة أميركية على الالتجاء لسفارة بلادهم، في عاصمة دولة بجنوب شرق آسيا، بعد وقوع انقلاب ثوري دموي.
وفي فيلم (No Escape)، أيّ “لا مهرب”، الذي يعرض حاليا بدور السينما، تجد العائلة الأميركية نفسها، هدفا للثوار الناقمين على الأميركان، ولهذا تُفتِّش العائلة في الخريطة، المكتوبة باللغة التايلندية المعقدة، عن موقع سفارة واشنطن، ثم تكافح للوصول إليها، فكم بحريني يتواصل أو يبحث عن سفارة بلاده، قبل أن ينشر خبر مشكلته، في “التويتر” أو الصحافة؟!
وأطلب من وزير الخارجية، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، الإجابة عن الاستفسارات الآتية:
- كم عدد المسجلين في خدمة “وجهتي”، التي تسهِّل عملية تواصل المواطنين، مع البعثات الدبلوماسية البحرينية، في حالات الأزمات، والطوارئ، والكوارث الطبيعية، للإجلاء، وعودتهم سالمين للبلاد؟
- ما هي خطة الوزارة، لزيادة الوعي المجتمعي، للمواطنين المسافرين، بأهمية التواصل مع السفارات؟
- أوجب قانون السلك الدبلوماسي والقنصلي، الصادر في 9 يوليو 2009، إصدار لائحته التنفيذية، خلال 6 أشهر من صدوره، أيّ في مدة أقصاها 9 يناير 2010. ولغاية اليوم، وبعد مضي 6 سنوات، لم تصدر هذه اللائحة، كما أوصى تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية، فمتى ستصدر هذه اللائحة؟ وما أبرز ما تتضمنه من مواد؟.

تيار
“لا تلم أو تمدح نفسك”.
بلوتارخ