العدد 2359
الثلاثاء 31 مارس 2015
banner
مشروع الذوادي المؤجَّل راشد الغائب
راشد الغائب
تيارات
الثلاثاء 31 مارس 2015


توقعتُ أن تكون الدراما البحرينية التاريخية على رأس مشاريع وزير شؤون الإعلام عيسى الحمادي، لشهر رمضان المبارك، وتفاجأتُ بأمور أخرى معاكسة.
حاولت الوزيرة السابقة، سميرة رجب، استعادة المشاهد البحريني، للدراما الوطنية، من خلال إعادة أسطوانة المسلسلات التراثية.
بالفعل، المسلسلات التراثية القديمة، اجتذبت كل البحرينيين، ولكن كان يتعين على أصحاب القرار، بتلفزيون البحرين، أن يبتكروا منتجا إبداعيا، جديدا، يعيد المشاهد البحريني، لشاشته، بدلا من حرث قديم، لم يُحقق الأهداف المنشودة، منها، بالقدر المقنع.
أجزم أن شاشة البحرين بحاجة إلى الدراما التاريخية، القائمة على استنطاق النصوص، واستعادة التاريخ البحريني في قالب درامي، موضوعي، وحيادي، يعكس أحداثا تاريخية، مرّت بها البحرين في العقود الماضية، بدلا من إشغال المشاهد بدراما اجتماعية متكررة، ومملة، وساذجة.
أتفهم أن تمويل المشاريع الدرامية التاريخية مُكلف، وذلك مؤشر، واختبار، لجدية العمل والقائمين عليه، وقوته.
وعلى سبيل المثال: أنفق منتجو مسلسل “سرايا عابدين” قرابة 20 مليون دولار أميركي. لقد استطاع، هذا العمل الضخم، تجليس أسر عربية كثيرة، لتتفرج على حلقات، مزوَّرة للتاريخ، وتقدِّم معلومات سطحية.
وقد تكون التجربة الخليجية، اليتيمة، المميزة، في هذا المضمار، إنتاج مسلسل “أسد الجزيرة”، في العام 2006، وهو عمل يتناول فترة حكم أمير دولة الكويت الأسبق، الشيخ مبارك الصباح، في الفترة ما بين 1896م - 1915م.
وأجاز الديوان الأميري الكويتي، لبطل المسلسل، الفنان المعروف، محمد المنصور، تجسيد شخصية أمير الكويت الأسبق، البطل المحوري، بالعمل. وأدَّى الممثل البحريني، عبدالله ملك، شخصية حاكم البحرين الأسبق، الشيخ عيسى بن علي آل خليفة. ومن المؤسف أن هذا العمل مُنِع من البث تاليا.
أكتبُ عن أهمية إنتاج عمل درامي بحريني تاريخي، وفي ذهني، مشروع وُئِدِ، حسبما قرأتُ، للمخرج الرائع، بسام الذوادي، الذي خطَّط، لإنتاج عمل، عن شخصية، مستشار حكومة البحرين، البريطاني تشارلز بلجريف، الذي شارك في إدارة الدولة بالفترة من 1926 - 1957.
ومن المحاسن، أن الذوادي، يعمل حاليا، قائما بأعمال مدير عام الإذاعة والتلفزيون، بهيئة شؤون الإعلام، وهو أقدر، على إقناع الوزير الحمادي، بمشروعه أو مشاريع مماثلة، مفيدة، ومهمة.

تيار
“إذا كنتَ تكرهُ شخصا ما، فأنتَ تكره شيئا ما، بداخلك، تجدهُ فيه، فما ليس بداخلنا لا يزعجنا!”.
هرمان هسه

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية