العدد 2875
الأحد 28 أغسطس 2016
banner
أردوغان وحنكة خليفة بن سلمان مؤنس المردي
مؤنس المردي
الأحد 28 أغسطس 2016


لقد جاءت زيارة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للجمهورية التركية في هذا التوقيت؛ لتؤكد وحدة المصير بين مملكة البحرين وتركيا، في ظل الأمواج المتلاطمة من التحديات التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها من جانب، ولتؤكد دعم العاهل ومملكة البحرين من جانب آخر للديمقراطية ولاختيار الشعب التركي.
رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان الذي قاد بلاده بكل حكمة وحنكة، في ظل الأخطار التي حاصرتها، وأظهر للعالم صورة حية للشجاعة في التعامل معها، كما أن الشعب التركي أثبت بما لايدع مجالا للشك بأنه الحصن الأول للدفاع عن ديمقراطيته واختياره الحر، ولا يقبل أبدا أن يسرق أحد منه حريته. لا عجب إذن أن يُدرك هذا الرئيس ما يتمتع به رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة من حكمة بالغة وثقل سياسي، على مستوى المنطقة والعالم، والذي بان واضحًا بإشارة الرئيس التركي في كلمته خلال المباحثات مع جلالة العاهل بالقول “أبلغوا تحياتي لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، هذه الشخصية المعروفة بحنكتها السياسية في المنطقة”.
ليس بغريب أن يستشعر حكام العالم ما يتمتع به صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من حكمة سياسية، فسموه رعاه الله يشكل اليوم مدرسة في السياسة والتنمية والاقتصاد ينهل منها الجميع، وسموه هو الذي حذر قبل سنين مما يمر به العالم العربي اليوم من تدهور سياسي واقتصادي، فرؤية سموه للأمور وحكمته جعلته يستشرف مستقبل المنطقة قبل سنين، وكل من حضر مجالس سموه واستمع إلى تحذيراته مما ينتظر المنطقة من أخطار وتحديات قد تفتك ببعض دولها يرى ما حذر منه سموه اليوم واقعًا معاشاً في العديد من الأقطار العربية، وهذه الحكمة البالغة والنظرة الشاخصة للأمور هي التي جعلت البحرين محفوظة مما كان يُراد لها من فوضى عارمة تجعل منها المعبر والجسر الذي ينتقل بهذه الفوضى لتنتشر في دول المنطقة.
على قادة الدول العربية عمومًا، والدول الخليجية خصوصا أن تلتفت لدعوات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بضرورة تكثيف اللقاءات والخروج بأفكار ورؤى تكون الأرضية لقيام اتحاد خليجي، يكون نواة لاتحاد عربي شامل، باعتباره الحل الأوحد لوقف شبح الدمار الذي يزحف باتجاهنا بسرعة مخيفة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .