العدد 2357
الأحد 29 مارس 2015
banner
“عاصفة الحزم” وقمة الأمل مؤنس المردي
مؤنس المردي
الأحد 29 مارس 2015



قدم عاهل البلاد المفدى جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله، في كلمته التاريخية أمام القمة العربية بمدينة شرم الشيخ المصرية، رؤية جامعة لكل آمال الدول العربية وطموحات شعوبها وشاملة لكل التحديات التي تواجهها المنطقة على مختلف المستويات والأصعدة، وضامنة للطرق الصحيحة والأدوات الفاعلة في تقوية الصف العربي وتماسك دوله وتلاحم شعوبه.
وكما أشار جلالته، فإن قمة شرم الشيخ هي تعبير حي عن التئام الشمل العربي، ودليل قوي على قدرة العرب على الاجتماع والنقاش واتخاذ القرارات في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ أمتنا، ومن أهم تلك القرارات الواجبة للتعامل مع معطيات الحاضر ومتطلبات المستقبل وكما أكد جلالة الملك في كلمته الفاصلة اعتماد مبدأ إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة، في إطار المواثيق العربية والدولية، تكون مهمتها التدخل العسكري السريع لرد أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسيادة أي من دولنا العربية، حيث بات ذلك الطريق الأمثل والسبيل الأوضح لأمن جميع المنظومة العربية في مواجهة المخاطر الإقليمية والدولية.
ويقيننا أن الأجواء باتت خصبة ومهيأة لاستقبال مثل هذه القرارات الحاسمة بعد أن توالت الأحداث المهمة والتحولات الاستراتيجية الدافعة والمبشرة في حدوث يقظة عربية شاملة ونهضة جديدة قادمة، وفي أن تكون القمة العربية في شرم الشيخ قمة الأمل في خلق نظام عربي قوي متماسك قادر على الدفاع عن دوله وشعوبه بكل قوة واقتدار.
فالعملية العسكرية الصائبة والموفقة التي تقوم بها دول التحالف الداعم للشرعية في اليمن، تشير إلى أن العرب في طريقهم لاستعادة قوتهم الفاعلة وقدرتهم على الاجتماع على قلب رجل واحد، والتغلب على التحديات مهما كانت كثيرة والمشكلات مهما كانت خطيرة والحفاظ على كيان هذه الأمة وتأمين حاضرها ومستقبلها.
لقد كانت “عاصفة الحزم” بمثابة القول الفصل بأن العرب قادرون على وضع حد حاسم وسريع لكن من يسول له غروره أو تحدث له نفسه النيل من مقدرات الشعوب أو العبث بوحدة الأمة والتدخل في شؤونها، وجرها إلى فتن طائفية وخلافات مذهبية لا طائل من ورائها سوى إضعاف الأمة العربية لصالح قوى طامعة وطامحة في الثروات العربية الغزيرة التي تمكنها من تبوء الريادة والاضطلاع بمهام القيادة للمجتمع الدولي برمته.
كما أن المشاركة العربية الكثيفة في القمة العربية هو تطور غير مسبوق منذ قمم عدة، ويتيح الفرص لتنقية الأجواء العربية تمامًا مما قد يشوبها من شوائب أو يعكر صفو العلاقات بين الأشقاء، ويهيئ الأجواء لوضع أسس نظام عربي جديد قائم على تفعيل وتعزيز كل مظاهر العمل العربي المشترك خصوصا في النواحي الأمنية والعسكرية والاقتصادية لتكون دول المنظومة العربية قادرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية كافة.
والأمل هو أن تكون قمة شرم الشيخ فارقة في رسم صورة مشرقة وترسيخ نظام عربي يضمن حاضر ومستقبل الشعوب والأوطان العربية، داعين الله تعالى له أن يوفق قادتَنا إلى تحقيق آمال الشعب العربيِ وأمانيه.
مؤنس المردي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية