العدد 2482
السبت 01 أغسطس 2015
banner
ذكرى خراب الهيكل زينب الدرازي
زينب الدرازي
السبت 01 أغسطس 2015

يبدو أن العدو الصهيوني لن يفقد الحيلة تلو الحلية للاستحواذ الكلي على القدس وتحويلها إلى معبد صهيوني بالكامل. الحجج التي يخترعها كل يوم والمناسبات اليهودية التي يجيزها ويرتبها لتحقيق حلمه المريض في تشتيت شعب كامل وإخراجه من ارضه لا تنتهي، بل تزداد وتكبر خصوصا وهي تجد المحيط العربي الذي يحتضنها بشكل مباشر وغير مباشر، بعضه شاهر ظاهر وبعضه الآخر من وراء الستار يتعاون معه أو مشغول في احداث ما بات يعرف بالربيع العربي ونتائجه. فآخر إبداعاته قصة “خراب الهيكل”. هل نعرف نحن البعيدون عن نار الصهيونية والقريبون منها قصة خراب الهيكل! والحرب الصغيرة التي دارت في المسجد الأقصى بمناسبة احتفال اليهود بذكرى خراب الهيكل. الهيكل حسب موسوعة ويكبيديا، هو الهيكل الذي بناه الملك سليمان بأمر الله، ونقل تابوت العهد والأحجار التي نقشت عليها شريعة موسى وجعل المكان معبدا لله. وحسب التاريخ تم بناء وهدم الهيكل ثلاث مرات أولا على يد الملك نبوخذ نصر ملك بابل والثانية على يد الملك انطيوخوس ملك المكدونيين والثالثة على يد الرومان عام 70 للميلاد.
ويصر الصهاينة من اليهود على ان الهيكل مكانه مسجد القبة الذي تم بناؤه على بقايا الهيكل وأنه يجب هدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل من جديد، ورغم اصرار الصهاينة ومن يقف وراءهم على هذه الرواية إلا ان الكثير من العلماء يرفضون هذه النظرية ويرون ان مدينة القدس لم يعش فيها اليهود ولم يتم بناء أي هيكل فيها عبر تاريخها كله وأن قصة الهيكل مجرد خرافة صهيونية. وينفي عالم الآثار الإسرائيلي فلنكتشتاين أية صلة لليهود بمدينة القدس. وكما أن الحاخامين اليهود، يرون ان اعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى أمر ممنوع في الوقت الحالي ويحضر عليهم حتى زيارة المكان حسب الشريعة اليهودية وبالتالي يحرم على جميع اليهود زيارته، لأنهم لا يستطيعون أداء طقوس الطهارة المفروضة على اليهود قبل الدخول في مكان الهيكل حسب الشريعة اليهودية، إلا ان هناك يهودا صهاينة ومتطرفين يرفضون هذا الكلام ويسمحون بزيارة الحرم القدسي وهم من رتبوا للأحداث التي جرت في يوم خراب الهيكل والاعتداء على الفلسطينيين.
ومازالت حكومة نتنياهو تخلق الأسباب لإحلال الهيكل مكان المسجد الاقصى ولا تتورع عن استخدام حقها في هدمه بحكم القوة، وتساند الصهاينة المتطرفين في احتلاله بحجج متنوعة، وصادف 26 يوليو مناسبة يوم خراب الهيكل وأعطت هذه المناسبة الحجة للصهاينة بالهجوم على المسجد الأقصى واقتحامه تحت حماية الشرطة الصهيونية وأمام انظار العرب الذين تعاملوا مع المسألة من باب من لا يعنيهم ما يحدث لانشغالهم بوضعهم الداخلي الخاص. وعند تصفح الصحف العربية لا تقرأ سوى اللوم غير المباشر الموجه إلى الفلسطينيين الذين اعتصموا داخل المسجد الأقصى للدفاع عنه وواجهوا هجوم الشرطة الصهيونية التي استخدمت الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية مما اضطر الفلسطينيين إلى مواجهته بالحجارة، ومن يقرأ تقاريرهم يصدق بأن الحجارة اكثر خطرا من الرصاص والقنابل وينسى ان إرادة الشعب الفلسطيني هي الخطر الدائم الذي يخشاه الصهاينة. فكل حجر يلقى هو تعبير عن الأمل بعودة فلسطين وعودة اهلها وطرد كل الصهاينة من ارضها؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .