العدد 2485
الثلاثاء 04 أغسطس 2015
banner
حتى لا تطير هيفاء الموسوي! أحمد كريم
أحمد كريم
لقطة
الثلاثاء 04 أغسطس 2015

من زاوية رياضية، تبدو اللاعبة هيفاء الموسوي كمن هبط من السماء على اتحاد كمال الأجسام؛ الذي لم يكن في حساباته – ربما - الحصول على “صيد ثمين” من هذا القبيل.
ولمن لا يعرف هيفاء الموسوي (32 عامًا)، فهي مُدربة كمال أجسام بحرينية تعمل في صالة رياضية بدبي. أمضت السنوات العشر الماضية من عمرها على بناء نفسها. بدأت هذا المجال بمُحاربة السُمنة التي كانت تعاني منها وسرعان ما تطور الأمر إلى أن أصبحت عاشقة لنمو العضلات على جسدها.
هيفاء تسعى اليوم للصعود على خشبة التنافس العالمي وصولا للاحتراف – ويُمكن التماس جديتها في اللقاء التلفزيوني الذي أجري معها مؤخراً على إحدى القنوات الفضائية - لكنها رغم ذلك ما زالت بحاجة لمن يحقق حُلمها.
اتحاد كمال الأجسام هو الجهة المعنية باقتناص “الفرصة الذهبية” قبل أن تضيع. العروض التي ستنهال على هيفاء كثيرة بعدما سمع قصتها الجميع وتعرف إلى موهبتها وإمكاناتها التي لا يختلف عليها اثنان ممن شاهدوها.
اللافت أن هيفاء - المقيمة في دبي مقر عملها - تتمنى تحقيق حُلمها بقميص بحريني ولكنها لن ترفض ارتداء قميص آخر في حال لم تصلها رسائل جادة من قبل الجهات المعنية في البحرين. واللافت أكثر أنها ستقوم بزيارة للبرتغال مع مدربها الخاص وقد تحصل على الإقامة هُناك كتمهيد لتمثيل بلد “كريستيانو رونالدو” في المحافل الخارجية!
المتوقع أن تبدأ الاتصالات مع هيفاء وربما بدأت بالفعل. لكن يتوجب على المسؤولين عن الرياضة البحرينية أن يدركوا حقيقة أنهم ليسوا الوحيدين في هذا السباق. ثمة آخرون يعملون أيضًا على خطف هيفاء الواعدة بالميداليات الذهبية في لعبة لم تسبقها لها أية امرأة خليجية.
ومن زاوية وطنية، سوف يكون مُجحفًا بالفعل ضياع “الموهبة هيفاء” على بلدنا. نحن كثيراً ما “نستورد” المواهب للتنافس بها على المستوى الخارجي وفي ألعاب لا يمارسها البحرينيون، وهذا يعني أنه ليس منطقيًّا أن يأتي اليوم ونفرط في موهبة بحرينية خالصة تنحصر أحلامها على إبراز قدرتها في لعبة عشقتها وتكبدت من أجلها الكثير من المشقة والنقد اللاذع في مجتمع محافظ عاداته وتقاليده لا ترحم!
أخيرا هيفاء بانتظار من يُقدِّرها... وقبل ذلك بانتظار من يستحقها!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .