العدد 2234
الأربعاء 26 نوفمبر 2014
banner
حَيرة التوقع! أحمد كريم
أحمد كريم
لقطة
الأربعاء 26 نوفمبر 2014

قبل انطلاق منافسات خليجي 22، كان الشعور السائد لدى العديد من المراقبين يميل إلى ترجيح كفة المنتخب السعودي لإحراز اللقب. وبعد أربع مباريات تعزز هذا الشعور أكثر!
ثمة قناعة تسير في هذا الاتجاه، لكنها ليست حدساً أو تنبؤاً أو قراءة طالع، هي في الواقع استقراء للمستقبل بناء على معطيات خلفتها مجريات على الأرض، ولكنها في المفهوم الكروي تبقى مجرد تكهنات لا تغير من نتاج العرق المبذول داخل المستطيل الأخضر الذي لن يرضى المنتخب القطري أن يكون حلبة يسقط فيها دون قتال يضمن حقه المشروع في المنافسة على اللقب.
بيد أن الواقعية في الطرح تؤكد أن الكفة لا تميل إلى الأخضر بسبب جاهزيته وتكامله، بقدر مراعاتها لكون البطولة مقامة على أرضه وبين جماهيره، وهذا الأمر عرف رياضي لا يمكن إقصاؤه من المعادلة التنافسية؛ بوصفه سلاحاً إضافيا تستخدمه المنتخبات المضيفة وخصوصا عندما تكون حاملة ألقاب وصاحبة كعب عال في اللعبة، إلا أن الكرة الماكرة أفرزت أمثلة يمكن أن تضرب هذا العرف عرض الحائط، ولنا في المونديال الأخير خير دليل بالسقوط المروع للمنتخب البرازيلي.
إذن، المسألة مُعقدة ومن الصعب حسمها بسهولة، ويزيدها تعقيداً الخطورة المتزايدة للعنابي بعدما كشر عن وجهه الحقيقي أمام عُمان في الدور نصف النهائي، حيث وجد الحلقة المفقودة من خلال هز الشباك ليلغي العقم الهجومي الذي حرمه من أرقام كان قد فتح لها حساباً خاصاً في رصيد طموحاته.
ما يمكن قوله عن هذه المباراة، سبق وأن جادت به قريحة يوم الافتتاح، فقد التقى المنتخبان يوم 13 نوفمبر الجاري، وانتهت المواجهة بينهما بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وهنا يمكن وصف تلك المباراة بالشوط الأول في صراع كسر العظم الكروي الذي سيستكمل اليوم، وريثما يبدأ الشوط الثاني بإمكاننا متابعة المتغيرات التي حصلت على المنتخبين خلال أسبوعين؛ لنتعرف أكثر على كفاءة الأول والثاني عندما نضع ورقة الترشيح في صندوق التوقعات!
شخصيا، لم أعد قادراً على التوقع، فعندما أعود إلى مباريات الدور نصف النهائي أجد أن الأخضر السعودي الذي تجاوز حامل اللقب الإماراتي هو الأقرب للتويج، لكنني سرعان ما أعود لمباراة العنابي القطري أمام المنتخب العماني، وقد استكمل ما ينقصه ليكون بطلاً لخليجي 22، وبين هذا وذاك، لا أرى مفراً من التزام الصمت والترقب بكل شغف لمتابعة النهائي دون أن أقع ضحية التوقعات الخاطئة فأندم؛ لذلك سأستسلم لحيرتي أمام هذا الموقف، وسأكون سعيداً بهذه الحيرة!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية