العدد 2229
الجمعة 21 نوفمبر 2014
banner
ليست صفحة للنسيان أحمد كريم
أحمد كريم
لقطة
الجمعة 21 نوفمبر 2014

تعودنا دائما ترديد مقولة “صفحة للنسيان” بعد كل مشاركة لا يحقق فيها منتخبنا الوطني لكرة القدم النتائج المرجوة، وكأننا نلوذ بالفرار من الواقع للقفز على الاستحقاق ومواجهة المسؤولية!
إلا أننا في هذه المرة وبعد السقوط المريب للأحمر في خليجي 22 يتوجب علينا ألا نطوي الصفحة سريعا قبل استخلاص العبرة والتجربة علَّنا نتعلم من أخطائنا، فما حدث ليس سوء توفيق، وإنما سوء تخطيط، وربما استعجال في اتخاذ قرارات مصيرية.
اليوم تتطلب المرحلة منا المكاشفة والمصارحة وسعة الصدر، ونعني هنا بالدرجة الأولى اتحاد الكرة الذي يتوجب عليه فتح أبوابه لكل النصائح والآراء الموجهة له من جانب الإعلام، فنحن شركاء، ولسنا أعداء، وهدفنا الرئيس في نهاية المطاف إعلاء راية الوطن وتشريفه كلا حسب موقعه.
لقد قدم منتخبنا في خليجي 22 صورة سيئة عن الكرة البحرينية التي تعيش مرحلة انتقالية على مختلف المستويات ابتداءً بتغيير رئاسة الاتحاد، مرورا بالجهازين الفني والإداري للمنتخب، وانتهاء بأفول جيل وبروز آخر في كتيبة الأحمر، وهو ما يعني عدم استقرار في المنظومة برمتها.
إذًا، تتطلب هذه المرحلة الصبر على النتائج وعدم الاستعجال، وذلك من خلال إعطاء كل شخص فرصته الكاملة؛ حتى يتأقلم ويجد نفسه في موقعه. نتحدث هنا عن كل المواقع، ولا نقصد المدرب أو جهازه الفني فحسب، فإن كانت الإستراتيجية التي اتخذها الاتحاد تتمثل في إقصاء كل من لا يترك بصمته الإيجابية، فعليه إذا تعميمها على جميع الأجهزة والمناصب، وألا يكتفي بإقالة الجهاز الفني، ذلك أن هذا الأخير ليس الجهة الوحيدة التي لم تؤد دورها بالشكل المطلوب.
البارحة عادت بعثة الأحمر إلى أرض الوطن، وسيكون مجلس إدارة الاتحاد ملزما بالتفكير مليا في إصلاح بوصلة الكرة البحرينية بشكل عام، والمنتخب بشكل خاص، ذلك أن ما ترتب على هذه المشاركة كشف لنا أن السفينة تسير في الاتجاه الخاطئ، وإن كان المدرب عدنان حمد كشف عن ملابسات إقالته وطريقتها غير الاحترافية، وما سيترتب عليها من دفع مبالغ طائلة بلغت 270 ألف دينار، فإننا نكشف اليوم عن أمور أخرى، تتمثل في رفض اللاعبين الانسجام مع المدرب العراقي بسبب صرامته، وهذا ما تبين في المباراة أمام قطر، حيث عادت الروح المعنوية واللياقة البدنية للفريق، وهو أمر لا يمكن للمدرب المساعد مرجان عيد أن يحققه في ظرف 24 ساعة فقط. فهل خذلنا عدنان حمد أم إنه خذلنا؟ هذا ما سنكتشفه في الأيام القادمة؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية