العدد 2418
الجمعة 29 مايو 2015
banner
ملائكة الرحمة في الحرب خالص جلبي
خالص جلبي
الجمعة 29 مايو 2015

لمع في الحرب الأهلية الأميركية اسم ملاك الرحمة (كلارا بارتون Clara Parton) التي منحت عربة تجرها ست بغال للعناية بجرحى الحرب. لقد استطاعت هذه السيدة توثيق شخصية نزلاء 13000 قبر من أسرى الاتحاد الذين ماتوا في سجن أندرسون الفظيع في جورجيا.
جاء في كتاب ابراهام لنكولن بقلم جيمس . هـ . دوجرتي مايلي: لو أطلعت الحكومات شعوبها على صور الميادين بعد المعارك لانتهت الحروب. نحن نكرر نفس المأساة. الأسد المجنون ظن أن آلة الجيش وجيوش المخابرات سوف تستعبد الناس إلى يوم القيامة. ولكن هذا غير ممكن.
أذكر أبو طلال من سجن الشيخ حسن حين كنت معتقلا. كان علويا من حمص. قال كان فيما سبق انقلابات الآن نحن في الكرسي إلى آخر الزمان. إنها خرافة أليس كذلك. ليس أفظع من شعور العبودية.
حين تحدث هرقليطس عن مبادئه الأربعة قال عن الحرب إنها أم التاريخ فهي ترفع شعوبا إلى الصدارة وأخرى إلى العبودية. أنا شخصيا كنت قد غسلت يدي سبعا إلى المرافق وفعلت ما تفعل القطة مع أولادها فحملت عائلتي إلى كندا قلت الشعب السوري مات إلى أجل غير مسمى. سوف تتغير الأمور ولكني لن أحبس نفسي في ظل أنظمة تنتسب إلى العصر المملوكي طالما كان عندي قدرة القفز عبر الزمن خمسة قرون إلى الأمام.
 بالمناسبة نفس الكنديين لو حلقوا في الزمن الف سنة إلى الأمام فلسوف يجتمعون أيضا بوضع أكثر تقدمية فهذا هو قدر التاريخ أكبر من جنون الأسد وظلامية نصر الله وحزبه المزعوم باحتكار الألوهية. كان نيتشه محقا بإعلان موت أرباب من هذا الصنف. كما كان كارل ماركس محقا بإعلان الدين أفيونا للشعوب.
 تأمل بعض اليوتويبات وكيف يوجه هؤلاء الجهلة تحت مسميات الحسين والشهادة والإمام والمهدي الذي سوف يعلن عن قدومه إلى حرستا؟ هل نضحك أم نبكي؟ واحسرتاه على ثورة إيران الشريرة. واحسرتاه على تجنيد الشباب المغفل لقضايا عليهم أن يقتاتوا منها من معلبات فاسدة انتهت صلاحيتها. في الحرب العراقية الإيرانية وصل الأمر إلى ضرب العواصم بالصواريخ، ثم جاء رامسفيلد بالكيماوي لصدام؛ فهزم جند فارس، ووافق الخميني على تجرع الصلح مثل سم على حد تعبيره. الثورة السورية حاليا ربما أصبحت مرتهنة لقوة السلاح وآمل أن لا تكون كذلك. ولكن ورطة التسلح مخيفة. سمعت لمثقف لبناني وهو يبرر دخول حزب الله إلى سوريا أنه دفاع عن المقدسات أليست هي نفس حجة الصليبيين حين اجتاحوا المشرق للدفاع عن قبر المسيح؟ إنهم قبوريون جدد يريدون الدفاع عن قبور مات أصحابها قبل ألف عام ومشكوك في صحة عظامهم لو أجرينا فحص الكود الوراثي. إنها خرافات لا نهاية لها أليس كذلك. أم خلفها مصالح مقنعة بالديانات المزيفة.
كذلك قال المثقف (كذا) إن من دخل إلى لبنان تعامل معه الحزب بحرفية في وجه لصوص؟ يبقى أن نسأل عن رجال حزب الله أهم لصوص أم ماذا؟ إذا كنا نريد التعامل بنفس المنطق. الحقيقة هي أن المعركة الدائرة جنون مطبق وهلاك مبين وإفلاس أخلاقي وجريمة تتم بدون معاقبة ومحاكمة.
ويح المثقفين لماذا لا يصرحون بهذه الحقيقة؟
يبدو أنهم سكارى وما هم بسكارى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .