العدد 2012
الجمعة 18 أبريل 2014
banner
القاعدة ليست بديلا سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 18 أبريل 2014


من شهادات الشباب التائب الذي نجا من محاضن الإرهاب في سوريا، لاحظت تكرار التصاريح حول قيادات المجاميع الإرهابية هناك، وأن أغلبها من تونس وليبيا. قد تكون الفكرة الدارجة – عالميًا - أن أغلب المنتمين إلى الجماعات الإرهابية هم من السعودية، وأعتقد أن هذا الكلام ظهر بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر نظرًا لكون أغلب المتورطين في هذا الحادث من السعودية، الأمر الآخر هو جديّة الحراك الحكومي والشعبي السعودي لمحاربة الإرهاب، وهذا بحد ذاته رفع وتيرة الأخبار المتناقلة وهو أمر جيد أن نعالج مشاكلنا ونتحدث عنها بأنفسنا. إلا أن الإرهاب في دول المغرب العربي مازال في حكم المسكوت عنه، سوى بضع أخبار تأتي عن ليبيا بعد سقوط القذافي، ولا أظن أن وصول عناصر من هذه الدول إلى المقاعد القيادية في هذه الجماعات هو لشخصيات حديثة العهد بالعمل الإرهابي، بل إن هناك عملا منظما وقويا لم يُكشف بعد عنه النقاب نظرًا لعدم وجود سعي حكومي جاد ضد التطرف، وإذا ما استثنينا ليبيا التي ما فتئت ترمم نفسها وتستعيد كيانها، إنما الحديث عن تونس التي أفاقت بسرعة من صدمة الربيع العربي، ومع ذلك لم تسعَ جديًا في اقتلاع جذور الإرهاب.
الأمر ليس بالسهل، وحديثي كمواطنة عربية يأتي من خلال العمل على منظومة عربية متكاملة تقتلع جذور الإرهاب، وإن تنوعت أشكاله وتفرعت غصونه. فالسعودية التي بادرت مبكرًا في مكافحة الإرهاب لن تحصل على النتائج المطلوبة وهو متروك على عواهنه في دولٍ عربية أخرى، فما حدث يوم الأول من أمس في طرابلس من اختطاف للسفير الأردني فواز العيطان من قِبل عناصر من القاعدة هو دليل استئساد هذا التنظيم هناك، في ظل غياب الأمن والتخاذل الحكومي رغم التحذيرات من حدوث هذه الجرائم، فكما نقل الخبير في الحركات الجهادية نعمان بن عثمان، على صفحته في تويتر تحذيرا للحكومة الليبية قبل أسبوعين عن نية القاعدة خطف دبلوماسيين من بينهم السفير الأردني، وأوضح أنه بعث رسالة مرة أخرى يوم الخميس الفائت إلى الحكومة للتحذير من هذه العملية، ومع ذلك حدثت!
الناس في ليبيا من أصدقاء ومثقفين أتابعهم وأعيش همومهم اليومية وأحلامهم في بناء دولة مدنية، إلا أن هناك حِراكا قويا للذراع العسكري الإخواني “القاعدة” في كل شارع وكل منطقة، يُرهبون الناس ويخوفوهم في تعمّد واضح أنهم البديل الأوحد للحكومات التي أسقطها الربيع العربي، كما يحدث حاليًا في سوريا، وكما يحدث في مصر فالإخوان هناك رسالتهم واضحة إما أن نحكم أو ندمر البلد!
الرسائل السياسية للشعوب بل والحكومات أيضًا تبدو متشابهة من بين مناطق الربيع العربي، والرسائل هي للدول التي لم تطلها الموجة، لذا فهي الناجية الآن وعملها لابد أن لا يتراجع أو يتقاعس عن محاربة هؤلاء، وإلا فإن الرسالة قد تتجسد واقعًا، وفي وقت (قد) لا يكون عنا ببعيد!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .