العدد 1501
الجمعة 23 نوفمبر 2012
banner
الإندساس الأسدي! سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 23 نوفمبر 2012

نجح – المقبور- حافظ الأسد، في زماناته بغرس عناصر من شبيحته السرية داخل صفوف المعارضة السورية، لذا لم تنجح المعارضة في كل تلك السنوات بإقامة صف موحد وناجح لتحقيق تطلعات الشعب السوري الذي يعيش القهر على مدى أكثر من أربعة عقود. وأكمل مسيرة المقبور ابنه بشار، وما إن اندلعت الثورة السورية وبدأت تخرج صفوف المعارضة بكيانها أمام العالم، حتى وجدنا من يسيء لها من داخلها!
نفس الأمر يتكرر في صفوف الجيش الحر، في محاولة واضحة أن هناك عناصر تحاول تشويه هذا الجيش، كما تحاول إساءة سمعته بتصرفات وجرائم، أنا على يقين أنها لا يمكن أن تبدر عن أحرار سوريا. ولا يمكن في الوقت الحاضر معرفة أو قياس حجم هذه الاختراقات داخل الجيش، لأن الوضع الذي تعيشه سوريا صعب للغاية، لذا فالفرصة مواتية للاختراقات والتخريب، إلى أن تنتهي هذه الثورة – بإذن الله- بسقوط نظام الأسد، وحينها يُمكن ترتيب الصفوف وفق آلية ومنهجية وطنية، لا أشك في قدرة الشعب السوري عليها، إذا تيقظوا لسارقي الثورات، وتلافوا سيناريوهات دول الثورات الأخرى.
من أمثلة ما يحدث من محاولات لإفساد ثورة سوريا، وإساءة سمعة الجيش الحر، بعض ما يصدر ممن يسموا أنفسهم كتائب وألوية إسلامية، كذلك التسجيل الذي بثته مواقع الإنترنت لمجموعات ترفض قيام “الائتلاف الوطني السوري”، وإن قلنا أن هذه المجموعات قد تكون تابعة للقاعدة، كما ظهرت بعض الأنباء التي لم يتم تأكيدها بعد، فإن هؤلاء ليس لهم إلا محاولة إفساد الثورة وتنفيذ تلك الفكرة الصادرة عن بشار الأسد، بأن خروجه من على سدة الحكم سيكلف السوريون الكثير، وسيكلف دول أخرى، وهذا بالإشارة للأحداث التي تحصل في دول عربية هذه الأيام!
الأمر المهم في هذا السياق، هو البحث في الرابط ما بين القاعدة وإيران، فإن صحت الأخبار وكان فعلا هؤلاء من أتباع القاعدة، فهذا يؤكد الفكرة الرامية إلى العلاقات القوية التي تربط ما بين الجهتين من خلف الستار. وهذا ليس بمستبعدٍ أبدا، بعد الاتفاق الحميمي ما بين الإخوان المسلمين وإيران، كاتفاق حركة حماس وحصولها على التمويل الإيراني! فبعد الربيع العربي بدأت تتضح كثير من العلاقات الظاهرة، أو التي تُدار بالخفاء، لا سيما وأن الأحداث المتسارعة قد لا تعطي المتابع الفرصة لقراءتها، إلا أن عملية البحث ما بين السطور هي الأخرى لم تعد صعبة.
وحتى مع اختلاف الأيديولوجيا ما بين القاعدة والنظام الإيراني، نفس الاختلافات ما بين حماس وإيران، كل هذا أتضح جليًا في هذه المرحلة، كما أنه وبالعودة إلى السنوات الماضية التي برز فيها نجم القاعدة، لم نجد لديهم ذلك العداء للنظام الإيراني أو حتى للمذهب الشيعي، مع أنه في الأعراف الأيدولوجية للقاعدة يدخل في “الكفر” الذي تحاربه، إن كانت حربا دينية أو حتى سياسية.
ما يهمني هو أن يكون الوعي السوري تجاه ما يُحاك في الداخل، سواء هذه الأيام أو في المرحلة المقبلة، لقطع دابر كل من يريد الإساءة، ولإيماني بأن الثورة السورية هي ثورة مباركة بشعبها الحر، دون كتائب وألوية تتخفى باسم الإسلام!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية