العدد 1480
الجمعة 02 نوفمبر 2012
banner
نبوخذ نصّر سوريا سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 02 نوفمبر 2012

ضرب الأخضر الإبراهيمي، الأرقام القياسية في قيادة المفاوضات الخاسرة. ففي الأيام الثلاثة الأول من هدنة بشار الأسد – المزعومة - تجاوز عدد القتلى 400 نفس بشرية، مع العلم أننا اعتدنا على هذه الأرقام الكبيرة للقتلى في سوريا، والخوف أن ينعدم شعور الناس عند سماع هذه الأعداد!
وبالعودة إلى تاريخ الجزائر في قيادة المفاوضات، في عام 1975م، التي قادها الجزائريون ومزقها – الشهيد- صدام حسين، وأعلن حربه على إيران، التي انتهت بانتصاره بعد ثمان سنوات من الاستنزاف. ها هي الدبلوماسية ذات العروق الجزائرية تفشل مجدداً قبل موعدها. أي جهل هذا تقوده الأمم المتحدة ومعها جامعة الدول العربية، في استجداء العاطفة من نظام بشار الأسد الوحشي، والذي من الأساس قد فقد شرعيته كرئيس لسوريا منذ الأيام الأولى على بداية الثورة عندما بدأ يتفنن في قتل وتعذيب الشعب السوري؟
هل الأخضر الإبراهيمي مُدرك لخصائص ومكونات شخصية بشار الإجرامية، وكأنه يُخاطب أحداً من الشرفاء؟! هل عاد الإبراهيمي إلى التاريخ وتذكر قصة الهدنة بين صلاح الدين الأيوبي، والملك بلدوين الرابع؟ ويطول انتظارنا والشعب السوري إلى أن يأتينا – المنقذ - بمعركة حطين؟
هل سمع الإبراهيمي بهدنة الشرفاء التي عَبرت التاريخ؟ مع فارق التشبيه لأن بشار الأسد لا يمكن أن يُصنف منهم،فلا جرائمه ولا أخلاقه يُمكن أن يتشابه مع أي من الطغاة مهما كان مشهوراً بإجرامه! فمجرد مشاهد الأسرى التي تُعرض على موقع اليوتيوب كافية لإيقاف أي مفاوضات مع هذا النظام، وشتان ما بين أسرى الأسد وأسرى الجيش الحر، الذين تتم معاملتهم بغاية الإنسانية! وإن كان لا يدري الأخضر الإبراهيمي عن هذا فهي مصيبة، وإن كان يتجاهل فالمصيبة أعظم، وإن كانت هذه المهمة التي أوكلت له من الأساس عبء عليه، وعلى تاريخه، وسلبية من حيث نظرة الناس له. فهدنته وأبسط الناس يفهم أنها لصالح بشار، وبشار وحده!
أما رحلاته السياحية، وتنقلاته ما بين موسكو وبكين، فحتى الآن لا نتائج لها، ولم يقدم الإبراهيمي أي أفكار أو خطط لهذه السفريات والمقابلات.
الشعب السوري لم يعد يحتمل المزيد من الهدن والمفاوضات، كما جاء في تصريح وزير الخارجية القطري، وأنا معه فيما ذكر، وأزيد أن القراءة الأولية لهذه المستجدات على الساحة السورية تحتاج إلى قرار صارم، وسيف بتار يُنهي هذه المهزلة التي طالت فصولها.
هدنة الأخضر الإبراهيمي، هي غش وخداع لشرفاء الجيش الحر، لأنها تعني لهم إلقاء السلاح، بينما تعني لبشار وشبيحته تنظيف السلاح وترتيب الصفوف.
لم يعد هناك أي عذر لأي تدخل خارجي ولو كان من – نبوخذ نصّر- نفسه!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .