العدد 1403
الجمعة 17 أغسطس 2012
banner
مثلث الشر سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 17 أغسطس 2012

اعتماد مثلث الشر (إيران- نظام الأسد- حزب الله) في حربهم على الإعلام، وسيلة ليست بجديدة، واستخدام وسائل إرهابية من اغتيال واختطاف، هي أيضا ليست بأساليب جديدة، فما إن نسمع أو نقرأ عن حادثة من هذه الحوادث وقبل أن يخرج أي تصريح عن الجهة التي قامت بهذه الجريمة، فإنه يتضح فورا من شكل الجريمة وأسلوبها أنها من صنيع مثلث الشر!
ما تم تداوله يوم أمس الأول عن خبر اختطاف مواطن سعودي في بيروت، ضمن مجموعة من – الأسرى- السوريين، على يد عشائر لبنانية “شيعية” ردا – حسب مزاعمهم- على خطف ابنهم حسان المقداد من قِبل الجيش الحر، وهو واحد من بين 1500 عنصر قام بإرسالهم حسن نصر الله إلى سوريا لقتل شعبها مع شبيحة النظام! وبالنظر إلى هذه الحادثة، فلا أظنها رد من عشيرة المقداد كما أشيع، لأن الأسرة التي تخاف على أبنائها كان حريا بها من الأساس أن لا تبعثه لمشاركة نظام يجزر شعبه، وما داموا مدركين ومؤمنين بكون ابنهم ضمن هذه العناصر، فهذا ينفي مشاعر الخوف لديهم على الإبن، الذي خرج إلى ساحة قتال وقد يحدث له أي مصاب، وموافقة الأسرة أو العشيرة، يعني أنهم مستعدون لهكذا أنباء!
الأمر الآخر، هو محاولة – تشييع- الثأر، أي صبغة بألوان طائفية التي حاول جاهدا مثلث الشر أن يرجم بها الثورة السورية الشعبية المباركة، إلا أنه لم ينجح لذا يعمد على استخدام هذه الأحداث في محاولة لتحقيق الهدف الإيراني لأجل إثارة الطائفية بالمنطقة، وجعلها جزءاً من ثورة الشعب السوري الذي قام بكل أديانه وطوائفه ضد النظام، وإن حصلت استجابة من الثورة أو أفراد منها فهذا سيحقق أهداف الأسد، وسيجعل الحالة السورية مقلقة لوقت طويل بعد سقوط الأسد، لذا فإن أهل سوريا وكل العرب والخليج العربي ينبغي أن يقفوا سدا منيعا أمام هذه المحاولات التي لن تكون في صالح المنطقة أبداً، بل إنها تصب مباشرة لصالح مثلث الشر وتحقيقا للأهداف الإيرانية.
الوضع الذي تعيشه المنطقة ليس سهلاً، ومحاولة جر لبنان كساحة معركة طائفية هو كذلك ليس بالجديد، فقد قام بهذا الأسد الأب ونجح في تخريب لبنان التي كلما حاولت النهوض بنفسها، يقوم بسحبها النظام السوري إلى معركته عن طريق الوسيط اللبناني حزب نصر الله، لذا فإن الاتعاظ من التاريخ والعودة للأسد الأب وأفعاله المشينة في لبنان تجعل المواطن اللبناني أكثر اطلاعا على التنبؤ بنتائج ما يحدث، وهو من ذاق ويلات الانقسام سنين حياته وحروبه، وإن نجح مثلث الشر في جعل لبنان ساحة لمعركته فهذا سيعيدها إلى نفس أحداث الحروب الداخلية المرعبة.
ما يحدث من مثلث الشر هو أمر طبيعي لسقوط أحد أضلاع المثلث، وبالتالي لن يقف على ضلعين فقط، كما أن تأخر الثورة السورية يؤكد على أن البديل للنظام الأسدي لم يجهز بعد لدى إسرائيل، التي من الصعب عليها أن تجد حاميا لها أكثر إخلاصا من مثلث الشر. أما التمثيل الإعلامي بالعداوة فما عاد مقنعا لوعي الإنسان العربي!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية