العدد 1354
الجمعة 29 يونيو 2012
banner
الفصل السابع بالعربي! سمر المقرن
سمر المقرن
الجمعة 29 يونيو 2012

لوّح كل من وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، ونظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للتدخل في الحالة السورية المتأزمة الغارقة بالدماء البريئة، في جرائم يومية بشعة، صار السكوت عليها وعدم التحرك لإيقاف آلة القتل الأسدية التي تستعر كل يوم أكثر من الذي قبله ضد الأرواح السورية الطاهرة، التي انتفضت لكرامتها و لازالت تدفع الثمن بدماء لن تنضب إلا في يوم الكرامة، هذا اليوم الذي ستزول فيه الزمرة الأسدية وستتطهر منها الأراضي السورية، في بيرق الحرية الذي سيرفعه الأحرار.
هذا الكلام ليس أحلاما ولا خيالات، بل إنها أهداف إنسانية لا بد أن تتحقق، بالعمل والرؤية الواضحة، إذ أن الحالة السورية متفردة وإن كان ليس لها شبيها قد مر على المجتمع الدولي سابقا، إلا أن الأنظمة والمواد التي قام عليها ميثاق الأمم المتحدة منذ عام 1945م، قد وضع في بنوده ومواده الاحترازات والإجراءات التي يتم التعامل من خلالها في حال نشوء مثل هذه الأوضاع الهمجية ضد الإنسانية، وهذا تحديدا ما أشارا إليه الفيصل وآل ثاني قبل يومين في تصاريحهما بعد اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، وخروج الاجتماع بنتيجة فرض عقوبات جديدة على الأسد ورفاقه، تُضاف إلى حزمة العقوبات السابقة والتي لم تتمكن من إيقاف عمليات القتل الشنيعة ضد الشعب السوري!
وبهذه الدعوة السعودية-القطرية، والتي خرجت بتأييد الإتحاد الأوروبي على لسان مسؤولة السياسات الخارجية كاثرين آشتون، تُنبئ بأن مرحلة جديدة ونوعية مختلفة من المحاولات التي لم تخرج عن سياق الأنظمة الدولية، في إجازتها استخدام القوة العسكرية حسب المواد الذي تضمنها الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وإن كنت كغيري لا أتمنى حدوث أي تدخل عسكري إلا أن كافة الوسائل السلمية التي استخدمها المجتمع الدولي، والمحاولات العربية التي تقودها السعودية وقطر، باعتقادي أنها قد نفذت ولم يعد هناك مجال للاختيار، فقد تم منح النظام الأسدي خلال كل تلك المُهل والمحاولات مجالا أكبر وفرصة زمنية لقتل أكثر عدد ممكن من الأبرياء، وتدمير أكبر للوطن السوري اجتماعيا وثقافيا وتاريخيا، وهدم وتدمير وتخريب سيُحاسب عليه النظام الأسدي وزبانيته قريبا – بإذن الله- ومع ذلك لا زالت الأرواح هي الأهم، فكل قطرة دم تُراق ظلما وبطشا هي في عنق كل رئيس عربي سيُسأل عنها ويُحاسب عليها بين يدي الخالق – عز وجل - لذا فإن الخيار العسكري وإن كان حلا مؤلما لكن لم يتبقَ من الحلول غيره، والأمل بأن يجتمع وينجح التنظيم العربي ولو مرة واحدة في لم كسر الجرح السوري الغائر، والذي يغرس عاره في خاصرة كل العرب!
التدخل العسكري في سوريا آتٍ لا محالة، إلا أن التجارب السابقة وعلى رأسها التجربة العراقية تفرض علينا كعرب سياق مختلف لنوع وطريقة التدخل، فلا نريد إزالة نظام تابع لإيران وإحلال آخر مشابه في الولاء حتى لو ظهر ملتحيا أو معمما، أو بأي صيغ وأشكال أخرى!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .