العدد 2479
الأربعاء 29 يوليو 2015
banner
مواقع للتواصل... وليست للإساءة! د. محسن الصفار
د. محسن الصفار
عالم مجنون
الأربعاء 29 يوليو 2015


أحدث ظهور مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت وما حازت عليه من شعبية كبيرة تحولا لها من مجرد منتديات دردشة وتقارب بين الأصدقاء إلى وسائل ضغط سياسية وإعلامية ذات تأثير فاق بكثير وسائل الإعلام التقليدية وصارت مواقع مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام السباقة في نشر الأخبار بمختلف أنواعها وكذلك حشد الآراء في الانتخابات أو طرح مسألة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية معينة.
ورغم أن الكثير من الأخبار والصور التي تنشر في مواقع التواصل إن لم نقل أغلبها هي من نسج خيال أصحابها ولا تمت للواقع بصلة وأغلب الصور معدلة بالفوتوشوب إلا ان ذلك لا يمنع كونها استطاعت ايصال الافكار الى عدد عظيم من المتابعين مما حذا بكبار المسؤولين في دول العالم من ملوك ورؤساء ووزراء وغيرهم لتأسيس مواقع لهم على مواقع التواصل خصوصا تويتر لإيصال افكارهم بشكل مباشر ودون تنقيح أو تعديل الى جمهورهم المستهدف بل ان بعضهم يتواصل مع متابعيه ويرد على اسئلتهم واعتراضاتهم بشكل مباشر بعيدا عن البروتوكولات الرسمية والإدارية.
وللأسف فإن لمواقع التواصل جانبا مظلما يتمثل في استغلاله من قبل بعض ضعاف النفوس كوسيلة لبث الشائعات المغرضة أو التشجيع على الإرهاب أو النيل من سمعة واسم الأفراد الذين هم على خلاف معهم وتلفيق التهم لهم أو مجرد التعرض بالسباب والشتم لهم ولأفراد عوائلهم بهدف النيل منهم وهو ما يتم في أغلب الأحيان تحت أسماء مستعارة وأحيانا بأسماء حقيقية.
إن مواقع التواصل كاسم على مسمى وجدت لكي يتواصل الناس مع بعضهم مستفيدين من تجارب بعضهم البعض ويتناقلون الأخبار والمعلومات القيمة وأحوال المجتمع والاقتصاد وغير ذلك وليس لإطلاق الشتائم البذيئة وتصفية الحسابات الشخصية بشكل غير اخلاقي وغير قانوني.
ولقد كان لمجلس النواب بالتعاون مع القضاء ووزارة الداخلية وقفة حازمة مع عدد من الأشخاص الذين تعرضوا لنواب الشعب وطعنوا في نزاهتهم وشرفهم بألفاظ اقل ما يقال عنها انها سوقية ولا تمثل نقدا لأداء المؤسسة التشريعية بل مجرد افراغ احقاد على اشخاص يقومون بواجبهم وفق الدستور والقوانين المرعية والتفويض الذي منحه لهم الشعب عبر صناديق الاقتراع عبر الطعن في اعراضهم وأعز ما يملكون من شرف وسمعة وأهل وأقارب.
لابد من قوانين رادعة لأي شخص يفكر بتحويل مواقع التواصل الاجتماعي الى مواقع للاعتداء على الآخرين في اسمهم وسمعتهم وشرفهم وأن نحاول ان نجعل مواقع التواصل نظيفة قدر الإمكان من مروجي الإرهاب والفساد الأخلاقي والإشاعات المغرضة.
وهنا يجب التوجه بالشكر الى ادارة مكافحة الجرائم الإلكترونية على ما تبذله من جهود حثيثة لكشف المسيئين وتقديمهم الى العدالة في اسرع وقت قاطعة عليهم الطريق للنجاة بأفعالهم الدنيئة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية