العدد 2357
الأحد 29 مارس 2015
banner
وعصف الحزم د. محسن الصفار
د. محسن الصفار
عالم مجنون
الأحد 29 مارس 2015

منذ أول لحظات سقوط العاصمة اليمنية صنعاء بيد الميليشيات الحوثية مدعومة بأنصار الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح كان واضحا الأمر بأنه ليس مجرد خلاف داخلي يمني بين فرقاء متناحرين بل مؤامرة عميقة تستهدف الأمن الإقليمي والعالمي خصوصا أمن دول الخليج العربي، وبعد أن بدأت إيران بإرسال جنودها وخبرائها عبر خط جوي بين العاصمة صنعاء وطهران بدت واضحة معالم هذا الانقلاب فإيران كانت تحلم بالوصول إلى مضيق باب المندب الذي يشكل البديل الاستراتيجي لمضيق هرمز بما يشكل خطرا على الملاحة الدولية ومصالح دول المنطقة ومن ضمنها مصر والسعودية.
ولم تدخر دول مجلس التعاون جهدا لحل النزاع بطريقة سلمية وعن طريق الحوار مع التمسك بشرعية الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي وتم توجيه الدعوة للفرقاء للاجتماع في الرياض والتفاهم على صيغة حل سلمي للنزاع ولكن الحوثيين لم يستجيبوا بل بدأوا بالزحف على العاصمة المؤقتة عدن في محاولة لإسقاط آخر معاقل الشرعية في اليمن.
ومع تزايد الأخطار الناجمة عن الانفلات الأمني في اليمن الذي جعلها أرضا خصبة لنشاط التنظيمات الإرهابية من قبيل القاعدة وداعش وغيرها من التنظيمات التي تشكل خطرا على أمن السعودية ودول الجوار ايضا فقد أصبح الوضع أخطر من ان يسكت عليه.
وفي منتصف ليلة 26 مارس شنت الطائرات السعودية ترافقها طائرات تحالف من عشر دول غارات مدمرة على مواقع الحوثيين في أنحاء اليمن مدمرة قواعدهم العسكرية ومستهدفة تجمعاتهم وملحقة أضرارا فادحة بمجهودهم الحربي وقدرتهم على التحرك بحرية وأعلنت السعودية سماء وموانئ اليمن مناطق محظورة الى اشعار آخر في عملية موسعة اطلق عليها اسم عاصفة الحزم.
وتفهمت جميع الدول ضرورة هذا التحرك ما عدا دولة واحدة هي إيران التي أدانته وليس هذا غريبا اذا عرفنا ان ايران كانت المستفيد الأكبر من الانقلاب الحوثي وأن التحرك الحازم السعودي بدد أحلامها في السيطرة على اليمن ومحاصرة السعودية من الجهة الجنوبية وكذلك قدرتها على تعطيل الملاحة الدولية في قناة السويس.
إن التحرك السعودي المتوافق مع الأعراف الدولية ومواثيق الجامعة العربية أمر مرحب به لنزع فتيل ازمة كانت قادرة على العصف بكل المنطقة لو لم يتم وضع حد لها بشكل قاطع وحاسم وهي رسالة واضحة ان دول الخليج العربي ليست بصدد المساومة على أمنها الاستراتيجي مع أية جهة وأن من يفكر بمد ذيوله في المنطقة فإن سكين الجيوش الخليجية قادرة على قطعها بكل حزم.
كل التوفيق للمملكة العربية السعودية وأشقائها في مجلس التعاون في إتمام مهمتهم بنجاح باهر إن شاء الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .