العدد 2296
الثلاثاء 27 يناير 2015
banner
الملك عبدالله من المجد إلى الخلد د. محسن الصفار
د. محسن الصفار
عالم مجنون
الثلاثاء 27 يناير 2015

لم يكن فجر يوم الجمعة يوما عاديا في حياة الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية فقد فجعت بخبر رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه وكان الناس بين أذن لا تصدق وعين ذرفت الدمع مدرارا فالملك عبدالله لم يكن قائدا محليا لدولة فحسب بل كان قائدا عالميا يحسب لقراراته وآراءه الف حساب وحساب على مستوى العالم كله وأبا حنونا لشعبه وكل الشعوب العربية والإسلامية.
فقد تبنى الفقيد بكل شجاعة القضايا الحساسة في العالم العربي وسعى لإيجاد حلول منطقية لها فكانت وقفته المشرفة مع الشعب السوري في ثورته والشعب العراقي في محنته ووقف مع مصر كي تستعيد مكانتها الريادية في المنطقة ووقف بوجه الأطماع الإيرانية في الخليج عموما والبحرين خصوصا ولا ينسى له الشعب البحريني وقيادته مقولته الشهيرة “البحرين بنتي الصغرى وحدود المنامة هي الرياض وحدود الرياض هي المنامة”.
وعلى الصعيد الاقتصادي فقد اتسم عهد الملك الراحل بقفزة هائلة على المستويين الصناعي والتجاري حيث تم بناء وافتتاح آلاف المصانع والمدن الصناعية الجديدة وكذلك المراكز التجارية وتشجيع العمالة السعودية على لعب دور اكبر في الدورة الاقتصادية وعدم الاعتماد كليا على العمالة الوافدة.
وعمرانيا شهدت المملكة بعهده توسعة كبيرة للحرمين الشريفين وإطلاق خطوط قطارات لتسهيل أمر الحجيج كما ان الفقيد اطلق العديد من البرامج لتحسين المستوى المعيشي للمواطن السعودي في شتى المجالات ومنها اطلاق حملة اسكانية ضخمة لتأمين السكن اللائق لذوي الدخل المحدود في المملكة.
وعلميا شهدت المملكة العربية السعودية في عهده افتتاح جامعات ذات مستوى عالمي وكذلك افتتاح مدينة الملك عبدالله الجامعية التي تعد من كبريات الجامعات في منطقة الشرق الأوسط وبناء آلاف المدارس في مختلف ارجاء المملكة وإرسال آلاف المبتعثين الى دول العالم المختلفة لنيل تخصصاتهم والعودة للمساهمة في نهضة المملكة العربية السعودية الاقتصادية والعلمية والثقافية.
وشهدت المملكة العربية السعودية في عهد الملك الراحل استقرارا امنيا مشهودا رغم كل التهديدات الارهابية التي احاطت بها من الداخل والخارج وتمت تقوية القوات المسلحة والأمنية وأصبحت على جهوزية تامة لمواجهة أية تحديات من قبل قوى الظلام التي لا تريد بالمملكة خيرا.
لقد ترك الملك الراحل بصمة واضحة في تاريخ بلده والمنطقة العربية والعالم بأسره من طيبة وتواضع وكرم اخلاق يرافقها حزم وقاطعية في التعامل مع الملفات المصيرية الداخلية والإقليمية فلا نستغرب ان ينعاه قادة العالم شرقا وغربا وأن تبكيه الشعوب العربية والاسلامية دموعا حارة وهي تستذكر اياديه البيضاء التي طالت كل بلد عربي وإسلامي دون استثناء أو تمييز.
فوداعا يا ملك القلوب ويا حبيب الملايين من المجد إلى الخلود في جنات النعيم بإذن الله ونسأل الله التوفيق والسلامة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وأن يحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها من كل سوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .