العدد 2259
الأحد 21 ديسمبر 2014
banner
نقاط بارزة في عام 2014 د. محسن الصفار
د. محسن الصفار
عالم مجنون
الأحد 21 ديسمبر 2014



في هذه الأيام القليلة المتبقية من عام 2014 ميلادي، والذي كان مليئا بأحداث، بعضها سعيد، والآخر حزين، وبعضها ترك أثرا قد يمتد أجيالا، وآخر مر وانتهى قد ينشغل البعض باستقراء أحداث العام القادم على طريقة المنجمين الذين دأبت بعض القنوات الفضائية على استضافتهم في نهاية كل عام؛ كي يعطوا نبوءاتهم عن أحداث العام الذي يليه، وطبعا كذب المنجمون ولو صدقوا, ولكننا هنا سنحاول استذكار بعض أهم الأحداث على الصعيد المحلي، وكذلك العربي والعالمي بشكل سريع ومختصر؛ لأن أي توسع فيها سيحتاج مساحة كبيرة جدا.
فمن أهم ما شهدته البحرين في عام 2014 هو تنظيم الانتخابات البلدية والنيابية بشكل رائع أسفر عن انتخاب نواب الشعب بشكل شفاف ونزيه رغم كل دعوات المقاطعة التي أطلقتها قوى الظلام والرجعية، وكذلك تعيين وزراء الحكومة الجديدة، وتعيين أعضاء مجلس الشورى من قبل حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله.
وكذلك العودة الميمونة لصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بعد إجراء فحوصات طبية ناجحة، وما أثاره ذلك من مشاعر فرح لدى الشعب البحريني الذي يعشق هذا الرمز الوطني الكبير.
وللأسف، فقد شهد هذا العام أيضا عددا من التفجيرات الإرهابية التي راح ضحيتها عدد من رجال الأمن البواسل بين شهيد وجريح أثارت موجة من الاستنكار الشعبي لهذه الأساليب الشنيعة والإجرامية في الطرح السياسي من قبل جهات تدعي أنها معارضة سلمية.
وعلى الصعيد العربي والدولي، فقد كان سقوط محافظات عراقية عدة بيد تنظيم داعش الإرهابي وإعلانه قيام دولته في أجزاء من العراق وسوريا، وانتخاب حيدر العبادي خلفا لنوري المالكي وبدء الحملات الجوية لحلف دولي بقيادة أمريكا ضد هذا التنظيم في سوريا والعراق الحدث الأبرز هذا العام.
وفلسطينيا، كان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي خلف ضحايا بالآلاف، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة وإغلاق إسرائيل للمسجد الأقصى، واعتراف دول أوروبية عدة بدولة فلسطين هي الأحداث الأبرز.
وفي مصر، فإن إطلاق مشروع حفر قناة السويس الثانية وتبرئة الرئيس السابق محمد حسني مبارك ومعاونيه، وإعلان الحرب على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء كانت أبرز علامات هذه السنة.
أما تونس، فقد نجحت بتنظيم انتخابات المجلس النيابي مما أبعدها عن دائرة الدول الربيع العربي التي فشلت في احتواء نتائجه.
وكان سقوط محافظات يمنية عدة بيد تنظيم الحوثي الموالي لإيران وانتزاعه السلطة من الدولة أبرز أحداث اليمن، وفي ليبيا فإن الحرب التي شنها اللواء المتقاعد حفتر على المليشيات الإسلامية وسببت دمارا هائلا ومازالت مستمرة هي أبرز أحداث هذا البلد.
أما في سوريا ولبنان، فإن الحرب بين النظام ومعارضيه من جهة، والمليشيات الأجنبية التي تحارب في صف كل منهما مازالت تأكل الأخضر واليابس دون أي أفق لحلول سياسية أو عسكرية قريبة ودخول لبنان على خط المواجهة بعد خطف عسكريين لبنانيين من قبل جبهة النصرة الإرهابية وإعدام عدد منهم انتقاما لتدخل مليشيات حزب الله الإرهابية في الصراع السوري بما يهدد السلم الهش في هذا البلد الذي عجز عن انتخاب رئيس جمهورية جديد خلفا للعماد ميشيل سليمان الذي انتهت ولايته هذا العام.
ودوليا كان فشل المفاوضات النووية بين الغرب وإيران، وضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا بعد سقوط الحكومة الموالية لموسكو في كييف، وإعلان الحرب بين الانفصاليين والحكومة المركزية في شرق البلاد، وإسقاط طائرة مدنية ماليزية في منطقة النزاع مما أدى إلى توتر كبير في العلاقة بين الغرب وروسيا.
وأفرزت الانتخابات في أمريكا خسارة الحزب الديمقراطي لأغلبية الكونغرس  مما أضعف موقف الرئيس الأمريكي في القضايا الساخنة, وانكشاف عمليات تجسس المخابرات الأمريكية على الزعماء المتحالفين معها حول العالم, وإعادة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة منذ عقود بين أمريكا وكوبا؛ تمهيدا لرفع كامل للحصار ووقوع عملية احتجاز رهائن إرهابية في أستراليا والسقوط المدوي لأسعار النفط عالميا وما يحمله من تأثيرات على الدول المنتجة له، وإعصار الفليبين المدمر، وفوز المانيا بكأس العالم لكرة القدم في البرازيل شكلت أبرز أحداث هذا العام.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .