العدد 1216
الأحد 12 فبراير 2012
banner
زبدة القول
الأحد 12 فبراير 2012

في ذكرى المولد النبوي الشريف اعترف حسن نصر الله الأمين العام لحزب (الله) اللبناني أن حزبه يتلقى الدعم المادي والمالي من إيران،ولكنه نفى أن تكون إيران تعطيهم إملاءات.
والحقيقة أن حسن نصر الله رجل بليغ في خطبه وفي أحاديثه وهذا هو سر نجاحه في السيطرة على أتباعه من البسطاء ومن غير البسطاء.
ومع ذلك فقد جعلتني قولته هذه أتذكر ما قاله أحد الشعراء:كأننا والماء من حولنا: قوم جلوس حولهم ماء.
فنصر الله لم يقل شيئا جديدا أو مهما حول علاقة حزبه بإيران،فمسألة حصوله على الدعم المادي والمالي والسلاح الإيراني مسألة لا تحتاج إلى إثبات، وكذلك الشق الثاني مما قاله لا يحتاج أيضا إلى إثبات،فإيران بالفعل لا تعطي إملاءات لحزب الله،لأن علاقة إيران بحزب الله وبغيره مثل علاقة المخ والبدن ببقية أعضاء الجسم أو كعلاقة جسم السمكة بزعانف السمكة ،وعندما تقوم القدمان أو اليدان أو الزعانف أو الذيل بفعل معين فهم لا يقومون به بسبب إملاءات أمليت عليهم من المخ،ولكن لأنهم استوعبوا رسائل معينة وردت من المخ بحكم وظيفته المحددة في هذا الجسم وبالتالي كان تصرفهما الناتج عن ذلك.
وبناءا عليه فإنه حتى خطبة نصر الله التي ألقاها في مناسبة المولد النبوي الشريف ليحشد بها التأييد لإيران في  الظروف الحالية،ليست نتيدجة إملاءات إيرانية،ولكنها خطبة مستحقة وواجبة وحشد الجماهير خلف إيران واجب لابد أن يقوم به الحزب لكونه عضو في هذا الجسد الإيراني وليس لكونه حزب يحصل على أموال إيران وسلاحها من أ جل رضا الله سبحانه وتعالى.
إيران تعطي ما تعطيه لحزب الله من أجل وجه الله فقط حسب قول نصر الله!!،فهل هذا كلام يحترم عقليات البشر،إذن إيران قامت بما قامت به في العراق أيضا لوجه الله وليس لأي مصلحة أخرى.
من حق الأمين العام لحزب الله أن يحشد التأييد لايران في وجه إسرائيل والغرب وأن يستخدم الأخوة الاسلامية لتحريك عواطف المسلمين شيعة وسنة،ويستطيع أن يتحدث عن أفضال إيران في تحقيق النصر المزعوم في 2006 ،ولكن لابد أن يحترم عقول البشر عندما يقول أن إيران لا تريد مقابلا من وراء هذه العطاءات السخية وأنها “لن تطلب من حزب الله شيئا ولن تملي بشي ولن ترغب بشيء”
أما أكبر )شلخة (أطلقها نصر ولا يمكن قبولها ولا يمكن لها أن تمر من باب البحرين على اتساعه،فهي ما قاله عن الأوضاع في سورية،حيث قال بلغة حاسمة أن ما يجري في سوريا فيه تهويل كبير داعيا إلى ترك التفاصيل والخروج إلى المشهد الكبير،وكأن كل هذا الدم الذي يراق يوميا في سوريا تهويل وتفاصيل غير هامة أمام المشهد الكبير الذي يصوره الشيخ.
يبدو أن نصر الله بدأ يفقد بلاغته بسبب هذا التطور الدراماتيكي للأحداث في المنطقة وبسبب سقوط الذرائع المنطقية التي طالما استند إليها في تشنيف أذان مستمعيه وفي ارتداء زي البطولة المزيف.
لقد ظل نصر الله لسنوات يستفيد من وجود النظام المصري ويستفيد من معاهدة كامب ديفيد ويستفيد بأكذوبة دول الممانعة ودول الاعتدال في تشويه الغير وتمجيد الذات  و نسج بطولات لم تحدث،وكان في غضون حديثه عن بطولاته الوهمية يقول للعرب أنه لا يعول عليهم ولا يريد منهم شيئا سوى أن “يحلو ا عنه” باللهجة اللبنانية.
أما الآن فقد تغيرت الأحوال ولابد أن يتحد أتباع محمد ويقفوا إلى جانب إيران في مواجهة العالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية