العدد 2550
الخميس 08 أكتوبر 2015
banner
حركة حماس والاعتداء على يوم النصر د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الخميس 08 أكتوبر 2015



يعد السادس من أكتوبر 1973 من أيام العرب التاريخية، فهو اليوم الذي اتحد فيه العرب وتضامنوا وعرفوا عناصر قوتهم في تلك الفترة فكان لهم النصر.
ومهما كانت الاختلافات والخلافات بين العرب قبل وبعد هذا اليوم، إلا أن السادس من أكتوبر يوم يعتز به كل عربي وطني يقدس العروبة ويحمل انتماء راسخا لهذه الأمة. ولا يشذ عن ذلك إلا من كان خائنا لعروبته وفاقدا للانتماء لهذه الأمة.
نقول هذا الكلام بمناسبة قيام حركة حماس الفلسطينية بالاعتداء على الصحافيين الفلسطينيين الذي يحتفلون بيوم انتصار العرب على إسرائيل، أثناء تغطيتهم فعالية نظمتها حركة فتح شرق غزة، بوضع أكاليل الزهور على قبر شهداء الجيش المصري في ذكرى انتصارات أكتوبر، حيث قامت قوة بالقبض عليهم وصادرت معداتهم. وعاملتهم  بشكل مهين وصادرت معداتهم الصحافية والإعلامية وأشرطة الفيديو الخاصة بالفعالية، وأجهزة الهاتف المحمول الخاصة بهم.
حركة حماس تقدم كل يوم دليلا جديدا على أنها مجرد فرع من فروع جماعة الاخوان المسلمين وليست حركة مقاومة فلسطينية تسعى لتحرير أرض فلسطين كما تدعي.
حركة حماس أسيرة لآيديولوجيتها وتوجيهات التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وهذا الأسر أكثر قوة من انتمائها لقضيتها الأصلية وهي تحرير فلسطين، والدليل واضح أمام الجميع، فلماذا تعتدي على صحافيين يحتفلون باليوم الذي قدم فيه العرب تضحياتهم بالنفس والمال من أجل القضية الفلسطينية.
لقد قدمت مصر والعرب الكثير وسقط آلاف الشهداء وفقد الكثيرون أرجلهم وأيديهم وأعينهم في هذا اليوم المجيد دفاعا عن الأرض العربية ومن بينها الأرض الفلسطينية، فلماذا تقوم حماس بإهانة واعتقال الذين ذهبوا لوضع أكاليل الزهور على قبر الجندي المصري؟
لا تفسير لسلوك حركة حماس سوى أن تعليمات قادة التنظيم المخترق من أجهزة الاستخبارات الكبرى أهم عندها من أية أحداث كبيرة وأهم من أي تاريخ وأي مجد صنعه العرب وأهم من أي جيش مهما كانت إنجازاته.
لقد أثبتت حماس أنها تتاجر بالقضية الفلسطينية ذاتها خدمة لأهداف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، والدليل على ذلك أنها اعتبرت الجيش المصري عدوا واعتدت على الصحافيين الذين حاولوا الاحتفال بيوم نصره وشهدائه الذين سقطوا أثناء الدفاع عن القضية الفلسطينية، طالما أن هذا الجيش قد نجح في منع سقوط مصر فيما سقطت فيه ليبيا وسوريا واليمن!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .