العدد 2548
الثلاثاء 06 أكتوبر 2015
banner
هل ستكون المنطقة ساحة للصراع الدولي أيضا؟ د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الثلاثاء 06 أكتوبر 2015



ما هذا الذي يجري في منطقتنا؟ روسيا جاءت بقواتها إلى سوريا ودخلت في حرب مباشرة ضد الساعين لإسقاط الأسد، والعنوان هو محاربة داعش، والصين، ولأول مرة أرسلت طائرات 15 جيه على حاملة طائرات إلى سوريا لتشارك في العمليات الجوية إلى جانب روسيا هناك، ورئيس الوزراء العراقي يوجه ندءاته للاثنين ليقوما بضرب داعش على الأراضي العراقية، والولايات المتحدة تندد بالعمليات الروسية هناك وتتهم روسيا بأنها جاءت من أجل حماية الأسد وأنها تقوم بتوجيه خمسة بالمئة من عملياتها فقط ضد داعش بينما توجه الخمسة والتسعين بالمئة المتبقية ضد معارضي بشار الأسد، وتركيا أردوغان تمارس الجعجعة الفارغة الرافضة لدعم الأسد.
إلى جانب هذه الصورة الضبابية، يخرج علينا المسؤولون الايرانيون بتصريحاتهم العدائية وتهديداتهم الصريحة للمملكة العربية السعودية الشقيقة على خلفية حادثة تدافع الحجاج في منى، وكأن السعودية هي التي قتلت الحجاج الايرانيين، وبعدها  بقليل قطع العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وإيران على خلفية التدخلات الايرانية السافرة في الشأن البحريني وسعي إيران إلى إشعال الفتنة الطائفية في البحرين.
وإكمالا للصورة نجد تسريبات حول قيام دول معينة برصد مليارات كثيرة لإفشال الانتخابات البرلمانية المصرية!
فما معنى كل هذا؟ ما معنى هذا التزاحم لأحداث كلها كبيرة وخطيرة؟ وإلى أية وجهة تسير المنطقة التي نعيش فيها؟
لا معنى لكل هذا سوى أن المنطقة مقبلة على حريق كبير، ليس فقط على مستوى الفتنة الطائفية الساعية لتفتيت الدول العربية التي لا تزال على قيد الحياة، ولكن على مستوى الصراع بين القوى الكبرى التي اتفقت صراحة أو ضمنا على سايكس بيكو جديدة للمنطقة؟
لا معنى لكل هذا سوى أنه يراد تشريد هذه الأمة بكاملها وتحويلها إلى لاجئين وغرقى على شواطيء العالم!
فهل فهمت الشعوب العربية أنها تعرضت ولا تزال لأكبر خديعة في تاريخها وأنها أجلست على أطول خازوق في التاريخ الإنساني؟ هل فهمت الشعوب العربية أن أميركا التي أوصلت العراق إلى ما ترونه بأعينكم وتسمعونه بآذانكم كل يوم باسم الديمقراطية والحرية، لا تزال تمارس نفس اللعبة ضدنا بأسماء أخرى مثل داعش وغيرها من الذرائع المخلقة؟
وهل يمكن أن تفشل مؤامرة تفتيت هذه الأمة، أم أننا نسير نحو مصير محتوم؟ وهل يمكن للشعوب العربية أن تقوم بشيء لإفشال المخطط الجهنمي، أم أننا سرنا في طريق اللاعودة؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية