العدد 2514
الأربعاء 02 سبتمبر 2015
banner
نحن في حرب مع الإرهاب ورعاته د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الأربعاء 02 سبتمبر 2015


خلال الاجتماع الأمني الذي حضره صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بقصر القضيبية، قال سموه “نحن في حرب مع الإرهابيين ومن يدعمهم”، وعندما يستخدم مسؤول كبير مثل رئيس الوزراء كلمة “حرب”، فهذا ليس كلاما مرسلا أو مبالغة في التعبير، لأن رئيس الوزراء ليس شخصا عاديا، ولكنه يعبر بدقة كاملة عن الأوضاع التي نمر بها وتمر بها الأمة العربية بكاملها.
كلمة سمو رئيس الوزراء لها مدلولات ومعان كثيرة، أولها أن الحرب كحالة استثنائية في حياة البشر تقتضي من كل شخص، سواء كان مواطنا بسيطا أو مسؤولا حكوميا أن يعرف جيدا ما يجب عليه القيام به لكي تتمكن بلاده من حسم الحرب لصالحها.
وبما أن الجيل الحالي من الحروب يستهدف بقاء الدول ويهدف إلى تغيير خريطة المنطقة التي نعيش فيها بكاملها، وبما أن الجيل الحالي من الحروب الذي تسمى حروب الجيل الرابع يعتمد على سلاح الطائفية وشق الصفوف، فإن مواجهة هذه الحروب تقتضي ان يتشبث الناس ببعضهم لكي يبطلوا هذا السلاح الخطير، مهما كانت الضغائن ومهما كانت أحداث الماضي.
صحيح أن رجال الأمن الشجعان ينوبون عنا في مواجهة الرصاص والتفجيرات ويضحون بأرواحهم لكي يبقى هذا الوطن، ولكن هذا لا يكفي، فنحن في حرب كما قال سمو رئيس الوزراء والحرب كر وفر، والحرب يسقط فيها الشهداء، وهذا من شأنه أن يزيد النار اشتعالا، فكلما تخضبت الأرض بالدماء، كلما زادت صعوبة التراجع وكلما زادت حرارة الكراهية.
ومن هنا تأتي أهمية نبذ الطائفية والوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه الحروب، ولابد ان يملك الجميع القدرة على الاختيار الصحيح، الاختيار بين نبذ الطائفية، وبين استنساخ نماذج الخراب التي اصابت غيرنا،النماذج التي اعتمدت على الطائفية وعلى استغفال الشعوب وجرها إلى الاحتراب الداخلي.
والشيء الذي يدعو إلى التفاؤل في الحالة البحرينية، هو أننا ناجحون بتفوق حتى الآن في مواجهة هذه الحرب، فليس وقوع بعض الأحداث الإرهابية، أو إفلات بعض المجرمين من العقاب أننا فشلنا في مواجهة الارهاب، فالعمليات الناجحة أكثر بكثير من هذه الأحداث.
أما الدليل الأكبر على نجاح الشعب البحريني في مواجهة حروب الجيل الرابع، هو أن الطائفية، رغم ما يقدم لها من رعاية من قبل دول إقليمية منذ سنوات طويلة، لم تنجح حتى الآن في تحقيق الهدف منها، على العكس من غيرنا من الدول التي خلقت فيها الطائفية بشكل اصطناعي بسبب الأحداث التي مرت بها وجرتها نحو الاحتراب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية