العدد 2485
الثلاثاء 04 أغسطس 2015
banner
من حق إسرائيل أن تقتل الأطفال! د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الثلاثاء 04 أغسطس 2015



يبدو أن كثرة البلايا التي تمر بها الأمة العربية والإرهاب الذي يجري فيها بألوان ووسائل شتى، قد شغل العالم عن جريمة تعد من أبشع الجرائم في التاريخ الحديث وهي قيام مجموعة من المجرمين المحتلين بحرق طفل فلسطيني بشكل بشع ودون أدنى رحمة!
هل هناك ما هو أبشع من حرق طفل بريء؟ ولماذا لم نسمع شيئا من الدول التي تتشدق دوما بحقوق الإنسان وحقوق الحيوان وحقوق الشواذ جنسيا؟
هذه الجريمة الوحشية ليست الأولى من نوعها خلال تاريخ العصابات الصهيونية المغتصبة، فتاريخهم كله قتل ودم وحرق للأخضر واليابس، فهناك “صبرا وشاتيلا” وما قبلها وما بعدها من مذابح، ومع ذلك فهذه الجريمة وحدها تكفي لاحتقار هذا العالم الذي يسمي نفسه متمدنا والبصق في وجه البشرية جمعاء!
ما هي الدول وما هي المنظمات التي ستسعى لتوثيق هذه الجريمة ومحاكمة الذين ارتكبوها تحت رعاية دولة الاحتلال الصهيوني؟
من الذي سيساند في إثبات الجريمة أمام المحكمة الدولية حتى ينال هؤلاء المجرمون الجزاء العادل؟ وإذا ما صدر حكم على مرتكبي هذه الجريمة البشعة، هل سيتم تنفيذ هذا الحكم من قبل الدول الكبرى في العالم، أم أنها ستقول إن من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها وتقتل الأطفال قبل أن يكبروا ويحاربوها؟
لو كان هذا الذي تم حرقه بهذا الشكل قطا أميركيا أو إسرائيليا لتم تخليد هذه اللوحة ببشاعتها تماما كما تم تخليد غورنيكا التي يعتبرها الغرب أبشع صورة في التاريخ!
ولكن ماذا ننتظر من العالم الذي لا يزال يحيي المحرقة ويحاكم من ينكرها ويشارك أو يسكت عن مئات المحارق التي تحصد أرواح العرب من رجال ونساء وأطفال في العراق وسوريا وليبيا وفي كل ركن من العالم العربي؟
علينا أن ننتظر من الآن اليوم الذي تقوم فيه الولايات المتحدة الأميركية باستخدام الفيتو ضد أي حكم يصدر عن المحكمة الدولية بإدانة هؤلاء المجرمين!
هذا هو حال العالم الذي نعيش فيه، وهذا هو حال أمتنا العربية التي أصبحت كالأيتالم على موائد اللئام، فالقيم ذات البريق والمبادئ والأخلاق لا تعيش في هذا العالم إلا إذا اعتبرها الكبار كذلك!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية