العدد 2416
الأربعاء 27 مايو 2015
banner
حديث الأمير خليفة بن سلمان.. درس للأمة بأجمعها د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الأربعاء 27 مايو 2015


في حديثه لجريدة الأخبار المصرية، قال سمو الأمير خليفة بن سلمان إنه لم يعد هناك مجال للفرقة والعمل المنفرد، وإن قوتنا هي وحدتنا وثقتنا بأنفسنا وبقدراتنا، وإن الفتن وترويج الخلافات الطائفية كان ولا يزال الخطر الذي نحذّر منه.
وقال: إن ما يحاك ضدنا لن ينال منا إلا إذا واجهناه فرادى.. فسوف تفشل كل هذه المخططات إذا كنا على قلب رجل واحد لحماية حاضرنا، وتأمين مستقبل أجيالنا القادمة. وقال سموّه: كنا في البحرين وسنظل نعتز ونفخر بأننا مجتمع الأسرة الواحدة المتحابة المسالمة التي لا تضمر شرّا لأحد.. بل تتمنى الخير للجميع. وأضاف: إن البحرين تؤيد أي خطوة من شأنها أن تدعم وتقوي العلاقات بين دولنا فيما تتعرّض له المنطقة من عدم استقرار وهو أمر خطير، وإنّ السعودية الشقيقة هي الداعم والسند القوي لأشقائها في منطقة الخليج العربي والعالمين العربي والإسلامي، فمواقفها يشهد بها البعيد والقريب.. وإنّ خادم الحرمين حريص على وحدة الصف والكلمة.
وأضاف: علاقتنا بالشقيقة مصر ليست وليدة اليوم، فهي ممتدة عبر التاريخ ولا تتأثر بأي متغيرات، فمصر ركيزة أمننا العربي.. ونحن نشعر بالتفاؤل إزاء المستقبل في مصر، ونثق بالقيادة الحكيمة للأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي”.
هذا الكلام يصح أن يكون مرجعية ثابتة للمنطقة العربية برمتها حكامًا ومحكومين، في هذه الظروف الخطيرة التي تمر بها الأمة، وفي ظل المحاولات الدؤوبة للساعين إلى تقسيمها في سايكس بيكو جديد.
نحن بحق نواجه حربًا من حروب الجيل الرابع كما يسمونها، فالطائفية كما يعرف الجميع ويردد الجميع هي الأداة الأولى لهذه الحرب التي نواجهها، ومع ذلك فرد فعل الشعوب العربية تجاه هذه الحرب ليس على الوجه الكافي حتى الآن، لدرجة أننا أصبحنا كما قال أحد المحللين السياسيين كمكان مملوء بالوقود الجاهز للاشتعال ثم جاء شخص وألقى بشعلة من اللهب وذهب بسرعة وترك الجميع يواجه هذه النار.
لا ننكر أن الأمة بها تصدعات وتناحرات وطائفية جرى صنعها وتسخينها على مدار سنوات مضت من قبل جهات أجنبية وجمعيات حقوقية وقنوات تلفزيونية عربية عميلة وأن المسئولية تقع على الجميع في الحال التي وصلت إليها الأمة، ولكن كل هذا لا يبرر السلبية وحالة الاستسلام التي تتسم بها أمة تساق إلى المذبح.
لأن عدم وقوف شعوبنا العربية في وجه هذه المؤامرة، يجعلنا مقبلين على حال أسوأ ممن نحن فيه، وأن الأمور ستتطور يومًا بعد يوم حتى تنهار مناعة الأمة وتسقط في الهوة السحيقة التي أعدت لها. ما يدهش الإنسان ويدعو للقلق هو أن الحديث عن الخطر الذي يواجه الأمة لم يعد حديث النخبة، ولكنه حديث الشارع وحوار البسطاء، ومع ذلك لم تقم شعوبنا بما يجب القيام به تجاه المؤامرة. قد يقول قائل وكيف يمكن للشعوب العربية بما هي فيه من فقر ومعاناة وعدم استقرار أن تقوم بمواجهة عدو لا تراه ولا تعرف كيف تواجهه، ولكن المواجهة المطلوبة التي ستنقذ الأمة لا تتطلب رفع السلاح في وجه أحد ولكنها تقتضي التخلي عن السلاح والتخلي عن الطموحات القاتلة ولو إلى حين، لأن الكل يمضي حاليًّا إلى طريق الضياع ولابد أن يتعاون الكل من أجل النجاة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية