العدد 2378
الأحد 19 أبريل 2015
banner
الشيخ نعيم.. انظروا إلى هذا الحمل الوديع! د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الأحد 19 أبريل 2015


 رغم سقوط كل الأقنعة وسقوط ما اعتقد الناس أنه طاهر ومقدس لسنوات طويلة، لا يزال مسؤولو ما يسمى حزب الله اللبناني يعيشون أوهام الماضي ويرددون ما لا يقبله منطق أو عقل ولا يقبله إلا الأتباع والسذج،فها هو نائب رئيس هذا الحزب الشيخ نعيم قاسم يطلق تصريحات تشبه الهذيان وتبتعد عن المنطق ولا ترقى حتى إلى حد المغالطة.
لقد تعودنا من قبل على رئيس هذا الحزب وهو يستخدم البلاغة والمغالطة في معالجة كل المآزق الصعبة التي يقع فيها الحزب ومليشياته الإيرانية، ولكننا هذه المرة لم نجد بلاغة ولا مغالطة ولكننا وجدنا من يسمي الدجاجة بطة ويسمي الذئب حملا ويقسم على ذلك ويجد من الأتباع من يصفق له.
نستثني من هذا الحكم بطبيعة الحال مقدمة الشيخ نعيم التي يفتخر فيها بانتماء حزبه لإيران، لأن افتخاره بإيران أمر منطقي جدا، فبمن يفتخر وبمن يرتبط، بعد أن تجاوز حزبه كل روابط القربى وتلوثت أيدي مليشياته بدماء الشعوب العربية، ونحن في هذا السياق نقول له “كفيت وأوفيت” في افتخارك بإيران وأن إيران هي الأخرى تفتخر بكم أيما فخر وتعتبركم أخلص أبنائها، لأنكم تتجاوزون كل شيء ما عدا إيران!
أما ما عدا ذلك من تصريحات الرجل فهي عجيبة إلى أقصى مدى، فالرجل يلغي عقول الناس ويطمس الحقائق بشكل لم يسبق له مثيل، فالرجل يقول: لسنا زبانية أو أتباعا لأحد، وكأنه نسي ما افتخر به قبل ثوان معدودة، فمن الأتباع إذا يا سماحة الشيخ إذا كنتم أنتم براء من التبعية؟
كيف نصدق يا صاحب السماحة أن إيران ساندت اختيار الشعب السوري والشعب اليمني، كما ذكرتم في تصريحاتكم حرفيا؟
ألسنا أمام تعريف جديد لمعنى الشعب؟ فالشعب السوري في تعريف الشيخ نعيم هو الرئيس بشار الأسد وقسم من رجال جيشه وشبيحته، والشعب اليمني هو عبدالملك الحوثي ورجاله وقسط ضئيل من أتباع علي عبدالله صالح الذي سرق اليمن وأفقره وجعله ينسى اسمه القديم، ويستحق أن يصبح اليمن التعيس!
يفتخر الشيخ نعيم بنزاهة حزبه وبكون رجاله لا يتقاضون رواتب شهرية كغيرهم، وكأن حزبه يتم تمويله من آبار النفط اللبناني ويعتمد في تسليحه وتدريبه على الاقتصاد الوطني اللبناني! يا رجل قل كلاما آخر ولا تتهم غيرك بما هو ثابت عليك من تهم، لأنك لو كففت يوما عن الافتخار بإيران لن تجد خبزا ولا دقيقا ولن يبقى لكم إلا المصدر الآخر للتمويل وهو تجارة المخدرات والسلاح التي يعرفها العالم كله!
يمكنكم أن تفتخروا بإيران كما تشاءون، ويمكنكم أن تكشفوا عن طائفيتكم أكثر وأكثر، ولكن لا تتحدثوا عن مصلحة الأمة واختيارات الشعوب، فأنتم لا تساندون إلا ما يريده الولي الفقيه، حتى وإن وقفتم ضد مصلحة الشعب اللبناني الذي تشاركونه الاسم والأرض.
عندما تابعت تصريحات الشيخ نعيم، تذكرت المسرحية الكوميدية “شاهد مشافش حاجة”، وبالتحديد المشهد الذي يستخدم فيه ذلك المحامي بلاغته ولغته المقعرة الحنجورية لكي يثبت براءة القاتل صاحب الجسم والوجه المرعب ويلح في ذلك على القاضي ويقول: “انظروا إلى هذا الحمل الوديع.. انظروا إلى هذا الملاك الطاهر”!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية