العدد 2359
الثلاثاء 31 مارس 2015
banner
أمير المقاومة... أم أمير المغالطة؟ د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الثلاثاء 31 مارس 2015



جاء في موسوعة ويكيبيديا الحرة أن المغالطة في المنطق والبلاغة قياس فاسد، وهي صناعة علمية لا تفيد استنتاج اليقين في المحاججة، وقد يسلّم لها الخصم وقد لا يسلّم. المغالطة هي ادعاء غير صحيح قد يكون مبنيا على أسس وأدلة غير سليمة مما يقود إلى نتائج خاطئة، أو قد يستند إلى أدلة صحيحة ولكنه ينطلق منها إلى استنتاجات مغلوطة.
ويقول أحد العارفين في تعريف السفسطة أو المغالطة إنها ببساطة أسلوب ملتو منحرف في الجدال والاستدلال، لا يهدف للوصول للحقيقة وإنما إلى التضليل والخداع للانتصار على الخصم والهروب من قبول حجته والإقرار بصحة قضيته مهما بلغت درجة وضوح صدقها، وهو ما يتضمن معاني المكابرة والمعاندة والمشاغبة.
والسفسطائي المغالط، في معرض التضليل، يصوغ مغالطته في صورة استدلال منطقي من حيث الظاهر، إلا أنه ينطوي على الإخلال بقواعد الاستدلال المنطقي الصحيحة ويخرج عنها، وصولاً إلى أحكام واستدلالات فاسدة، لا ترتبط فيها النتائج بالمقدمات بمقتضى الضرورة المنطقية.
إذا قلت له لماذا تعتدون علينا يقول لك إن غيرنا اعتدى عليك من قبل، وكأن عدوان غيره علينا من قبل يشكل حجة منطقية وأخلاقية لعدوانه علينا، وإذا قلت له إنك تصنع بنا الشر، قال لك إنه طالما صنع الخير في غيرك من الناس.
لأنكم لم تحاربوا إسرائيل، فلابد أن تقبلوا بكل ما تفعله إيران في المنطقة، ولابد أن تسكتوا عن أية قضية عادلة أخرى. وبما أن إسرائيل تحتل أرضا عربية فلا عيب في أن تحتل إيران هي الأخرى أرضا عربية،وطالما أن حزب الله وأمه إيران يتشدقان بالدفاع عن فلسطين، يحق لهما أن يفعلا كل شيء في المنطقة لأن الفضائل التشدقية التي يتمتعان بها من شأنها أن تمحو كل النجاسات الأخرى، حتى إن كانت خراب العراق ولبنان وسوريا واليمن.
هذه هي الحجج التي ساقها زعيم حزب الله الإيراني وهو يرد منفعلا على قيام الدول العربية بضرب التمرد الحوثي المنقلب على الشرعية في اليمن.
ولم يكتف نصر الله بالمغالطة واللعب بالألفاظ ولكنه انتقل بعدها إلى تزييف الحقائق الثابتة دون خجل، فقال بالحرف الواحد "أنصار الله لم يعلنوا القتال وكانوا يريدون الحوار ولم يبادروا إلى أي اعتداء يبرر العدوان عليهم". فمن يصدق هذا الكلام؟ إن أنصار الله أنفسهم لا يمكن أن يصدقوا أنهم أرادوا الحوار ولم يعتدوا على أحد!
نصر الله رجل قدير في المغالطة وقدير في التأثير على السذج والبسطاء، ولكن لا جدوى من كلامه هذه المرة فالحقائق واضحة على الأرض، ولا يمكن لكل ذي عقل أن يصدق أن كل الدنيا مذنبة ما عدا إيران وأذنابها في لبنان واليمن. فالقضية محددة وواضحة فيما يتعلق باليمن والكل يعرف أن الحوثيين قفزوا على السلطة ولم يكتفوا بأن يكونوا حزب الله اليمني ولكنهم أرادوا ابتلاع اليمن كلها تنفيذا للمشروع الصفوي.
ولا يجوز لمن قتل من عرب سوريا أكثر مما قتلته إسرائيل أن يعير العرب بإسرائيل أو غيرها، فإذا كانت إسرائيل هي الإيدز فهو السرطان.
إن مغالطات أخينا "أمير المقاومة" الذي يصح أن يسموه أمير المغالطة تذكرنا بالمثل الذي يقول: "قالوا للبغل: من أبوك؟ قال: خالي الحصان!".

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية