العدد 2358
الإثنين 30 مارس 2015
banner
عودة عبدالباري دولار د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الإثنين 30 مارس 2015


يبدو أن عبدالباري عطوان قد يئس من العرب ولم يجد من ورائهم منفعة، ويبدو أن قناة العالم الإيرانية قد عرفت هذا فقامت باستضافته هو بالذات ليعلق على الضربة الخليجية العربية التي وجهت للانقلابيين الحوثيين، واجتهد الرجل وبح صوته وانتفخت أوداجه وأرغى وأزبد من أجل تسفيه هذه الضربة، وقال إن عواقب هذه الضربة ستكون وخيمة وهدد دول الخليج بالويل والثبور وقال إن إيران بإمكانها أن تميت أهل الخليج من العطش إن هي أقدمت على ضرب محطات تحلية المياه التي يشرب منها أهل الخليج وليس آبار النفط فقط!
عطوان يلوم العرب على قيامهم بالدفاع عن مصالحهم ويقول إن الحوار كان أفضل وكأن الذين نفذوا هذه الضربة هم الذين رفضوا الحوار وليس المليشيات الحوثية الإيرانية التي تعيث فسادا في اليمن وتعمل على قتل الرئيس الشرعي في البلاد.
عبدالباري عطوان لا يرى إلا رأي ومصلحة من يدفعون له الدولارات، والدليل على ذلك أنه خلال حواره الطويل لم ينتقد إيران بكلمة واحدة بينما ركز فقط على ما قامت به القوات العربية، وغلف كلامه بطبيعة الحال بخوفه من انطلاق حرب طائفية في المنطقة، دون أن يبين بشكل أو آخر أن المسؤولية تقع على الانقلابيين وتقع على من يقدم لهم السلاح والمال!
هذا الرجل الذي يمكن أن ينتقد أي شيء ويدافع أيضا عن أي شيء دون حياء، يلوم على السعودية وعلى دول الخليج وقوفها إلى جانب الشعب السوري في محنته ويتهمها في الوقت نفسه بالفشل لأن بشار الأسد الذي وقفت ضده لم يسقط، فما هذا المنطق العجيب الذي لا يستخدمه سوى هذا الرجل؟
وثمة دليل آخر على المنطق الأعوج لهذا الرجل انه ينتقد توجه السفن الحربية المصرية إلى باب المندب ويقول لماذا لا تذهب إلى إسرائيل، وكأنه لا يفهم أو لا يريد أن يفهم أن سيطرة إيران من خلال الحوثيين على باب المندب تضر أشد الضرر بالأمن القومي المصري والعربي.
حتى ذهاب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى شرم الشيخ في مصر كان أمرا مزعجا لأخينا عطوان، حيث تساءل لماذا يترك اليمن ويمشي، ويتساءل ألم يذهب السعوديون لمساعدته، وكأنه يريد لهادي أن يبقى هناك لكي يقتل وتنتهي حكاية الرئيس الشرعي التي تزعج إيران وتزعج الحوثيين.
لم يكن في مقدور الأخ عطوان سوى أن يتحدث بالشكل والمقاس الذي تريده القناة التي يظهر على شاشتها،وكان لابد أن يسعى إلى إفساد اللحظة التي لم تر الأمة العربية مثلها منذ حرب أكتوبر 1973، حيث اتحدت الأمة لأول مرة بهذا الشكل الذي يقول للعالم كله إن العرب موجودون ولهم رأي فيما يحاك للمنطقة العربية ومن الآن فصاعدا هناك حلف عربي لابد أن يحسب له حساب.
طائرات سعودية وإماراتية ومصرية ومغربية وأردنية وبحرينية وسودانية تضرب هدفا واحدا، فما هذا اليوم المشهود الذي لم تره عينا عبدالباري وأمثاله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية