أدى رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلى حالة من القلق أو ربما الخوف لدى الكثير من أبناء الشعوب العربية، خصوصا أن شعوبنا العربية تربط دائما ولأسباب لا يتسع المجال لذكرها بين رحيل حاكم ومجيء آخر وبين تغير جذري يقع في سياسة الدولة، خصوصا في الأنظمة الجمهورية.
والسبب في هذا الخوف هو أن الملك عبدالله كان عروبيا مخلصا لأمته مدركا للمخاطر التي تتعرض لها هذه الأمة، وكان عند لحظات الخطر واللحظات المصيرية التي تمر بها الأمة رجلا غير كل الرجال، وكان إخلاصه لأمته وعروبيته مسألة ملموسة لدى المواطن البسيط، ليس فقط في دول مجلس التعاون الخليجي،ولكن في الدول العربية الأخرى.
وسادت حالة من التساؤل حول ما يمكن أن يحدث في العهد الجديد في المملكة العربية السعودية، وهل يمكن أن تتغير السياسة الخارجية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود،وهو تساؤل شعبي وليس نخبويا، حيث النخبة وأهل السياسة يعرفون أن آل سعود كلهم واحد فيما يتعلق بالقضايا الأساسية للأمتين العربية والإسلامية ويعرفون أنه على مدى تاريخ الأسرة السعودية لم تتخل المملكة عن مسؤولياتها ودورها الفريد تجاه أمتها.
الفرق الوحيد بين واحد وآخر من أسرة آل سعود هو في السمات الشخصية فقط أما السياسات فتبنى كلها على الفهم التاريخي للدور السعودي وأهميته وأثره على قوة الأمة وصمودها في وجه ما يتهددها من مخاطر.
المواقف السعودية ثابتة فيما يتعلق بالقضايا الأساسية للأمة، ولكن أدوات تنفيذ السياسة قد تختلف أو تتطور طبقا لتطور الأحداث وزيادة خطورتها وانعكاساتها السلبية على الأمن القومي العربي.
ورحل الملك عبدالله في لحظة خطيرة تمر بها الأمة حاليا، ليجد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نفسه في قلب هذه اللحظة بكل ما فيها من مخاوف وتهديدات، وعليه أن يتعامل معها وفق محددات الدور السعودي والمسؤولية التاريخية والأخلاقية التي تتحملها المملكة تجاه الأمة.
الشعوب العربية تنتظر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الكثير والكثير تجاه أخطر الملفات العربية في الوقت الحالي، تنتظر منه دورا وتحركا سريعا تجاه الأزمة اليمنية بكل تفاصيلها ومآلاتها الخطيرة.