النائب البرلماني هو مواطن ينتخبه الناس لينوب عنهم ويتحدث عن مصالحهم وهمومهم تحت قبة البرلمان ويشارك في صنع القوانين والتشريعات التي تحقق المصلحة العامة للدولة.
هذا النائب يكون قبل دخوله البرلمان إما موظفا في الدولة أو صاحب نشاط اقتصادي معين يكسب عيشه من خلاله، ولا يكون في الغالب عاطلا أو فقيرا، لأن العاطل أو الفقير لا يمكنه الوصول إلى عضوية البرلمان،إلا في حالات نادرة، كأن يكون مدعوما من جهة أو جمعية أو غيرها.
هذا النائب على قدر فهمي يكون خلال وجوده في البرلمان في مهمة سياسية واجتماعية قد سعى إليها بكل السبل حتى اختاره الناس ليقوم بها، وبعد انتهاء هذه المهمة يفترض أن هذا النائب سيعود مجددا إلى صفوف الجماهير ويعود إلى وظيفته التي كان بها أو نشاطه الاقتصادي الذي كان يمارسه.
ومن المعروف أنه خلال فترة وجوده بالبرلمان يحصل على المكافآت والميزات والحصانة وغيرها من العطايا التي تمنحها له الدولة حتى يستطيع التفرغ خلال تلك المدة والسهر على مصالح الناس.
إن لم تكن في هذه المقدمة أشياء غير صحيحة أو غير دقيقة، فأنا أتساءل، وأرجو أن تكون تساؤلاتي خفيفة على قلوب جميع النواب الحاليين والسابقين والأسبقين، وأتمنى ألا أثير غضب أي شخص إذا كنت قد سمحت لنفسي أن أناقش أو أتساءل حول أمور قد حسمها القانون بالفعل واستقرت ولا سبيل لتغييرها.
لماذا يستحق النائب راتبا تقاعديا ضخما بعد السنوات القليلة التي يقضيها في البرلمان وهو الذي حصل خلال هذه السنوات على ما يقابل الخدمات التي قدمها ويزيد؟ هل نوعية الخدمات التي قدمها للدولة خلال أربع سنوات تفوق ما قدمه غيره من موظفي الدولة خلال ثلاثين أو أربعين عاما؟
وإذا كان سيعود بعد تركه البرلمان إلى تجارته أو وظيفته التي يتكسب منها، فلماذا يحصل على هذا الراتب التقاعدي الكبير؟
ألا يجب أن تكون الفترة التي يقضيها الشخص في التمثيل النيابي فترة مؤقتة في كل شيء، حتى في الميزات التي يحصل عليها، خصوصا أن الأصل في هذه الميزات هو تسهيل عمل النائب وليست نوعا من المكافأة تمنح له حتى بعد ترك البرلمان والتوقف عن تقديم شيء للبلاد والعباد!
وهل من المنطقي أن يمنح نائب برلماني لم يفعل شيئا سوى النوم تحت القبة أربع سنوات راتبا تقاعديا أكثر من الذي يحصل عليه موظف أو شرطي أو معلم قضى عمره في خدمة البلاد؟
والسؤال الأخير: لماذا يحصل النائب على راتب تقاعدي من الأساس؟ خصوصا انه يكون في مهمة وليس في وظيفة دائمة؟.