العدد 2295
الإثنين 26 يناير 2015
banner
لا يضر السحاب نبح الكلاب د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الإثنين 26 يناير 2015


الموت له جلال واحترام، هذا ما تعلمناه وعرفناه من خلال تقاليد عربية وإسلامية عريقة، وعند الموت تختفي النزاعات وتسقط الضغائن والأحقاد ويتحدث الناس عن محاسن موتاهم، وعندما يكون الراحل بمنزلة ومكانة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود صاحب التاريخ والعطاء تكون مشاعر الإجلال والاحترام أكثر وأكثر.
كان لابد أن تكون عناوين الصحف العربية مليئة بالإجلال والتقدير للراحل العظيم، فهذه الجريدة خرجت تحت عنوان “رحيل حكيم العرب”، وتلك الجريدة تحت عنوان “العرب يودعون كبيرهم”، وكان لابد أن يعلن العرب جميعا الحداد ويتم تنكيس الأعلام يوم رحيل كبيرهم، وكان لابد أن تقيم مساجد الأمة صلاة الغائب على روح الرجل الذي طالما قام بإعمار المساجد والمعاهد الدينية.
ولا يشذ عن تقاليد العرب وتقاليد الإسلام في احترام جلال الموت واحترام العظماء الذي قدموا عطاءهم للأمة بأجمعها، إلا معتوه أو جاهل أو كاره لوطنه.
نقول هذا الكلام بمناسبة ما قرأناه عن قيام ثلة من أتباع جماعة الإخوان الإرهابية المنحلة بمنع الناس من أداء صلاة الغائب على الملك عبدالله في مساجد إحدى الدول العربية.
هؤلاء لا يعرفون للموت احتراما ولا إجلالا ولا يعرفون للوطنية معنى ولا يريدون لوطنهم بقاء ولا مكانة طالما أنهم فقدوا السلطة التي طالما سعوا إليها تحت شعارات الدين.
ومن الطبيعي أن يكون موقفهم على هذا النحو الشاذ الذي لا مثيل له ولا حتى عند أعداء الأمة التقليديين، فقد كان هدفهم إسقاط الأمة العربية وإدخالها في دوامة الإرهاب اللعينة، ولكن الملك عبدالله عليه رحمة الله كان لذلك بالمرصاد، ولذلك اتخذوا موقفهم الذي امتعض منه الكبير والصغير.
ولا يخفى على أحد أن مثل هذه التصرفات لا تسيء لتاريخ ومكانة رجل عظيم كان للإرهاب ودعاته ورعاته بالمرصاد.
هم الخاسرون لأنهم يثبتون للناس كل يوم أنهم لا علاقة لهم لا بالدين ولا يفهمون شيئا خصوصا في مواقف الحزن التي تخيم على الأمة بكاملها.
من أنتم لكي تكون لما تقومون به قيمة أو اعتبار؟ لستم سوى شرذمة قليلة لا تنال احترام الغالبية العظمى من الشعوب العربية؟
الراحل العظيم الملك عبدالله أكبر بكثير من تصرفاتكم الحمقاء التي لا تسيء إلا إليكم، ولا يضر السحاب نبح الكلاب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .