العدد 2203
الأحد 26 أكتوبر 2014
banner
الإرهاب وسيلة الفاشل د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الأحد 26 أكتوبر 2014



سوف تكون هناك محاولات كثيرة لإفشال الانتخابات أو على الأقل إفساد أجواء العرس الانتخابي من قبل الذين أعلنوا مقاطعتهم للانتخابات ظنا منهم أنهم سينقلون الجبال من مكانها ويجففون الأنهار.
كانوا يعتقدون أن الكون كله سيمشي خلفهم ولن يقوم أي شخص بالترشح، خصوصا من طائفة معينة، ولكن خاب ظنهم واستعد الجميع للجولة الانتخابية، فكان ولابد من اللجوء للإرهاب لترويع المترشحين وذويهم وترويع الناخبين أنفسهم وإرسال رسائل إلى الخارج بأن الأجواء السياسية محتقنة وأن الانتخابات لن تحل المشكلة.
عمليات حرق المنازل وحرق السيارات والممتلكات التي تخص بعض المترشحين هي اعتراف من هؤلاء بأنهم فشلوا وأنهم ليسوا على مستوى التهديدات ولا مستوى الحجم الذي يعطونه لأنفسهم أمام العالم الخارجي، ولذلك سوف يكررون هذه المحاولات مرات قادمة.
وسوف تتحمل وزارة الداخلية العبء الأكبر خلال المرحلة القادمة لأن رعاة الإرهاب سوف ينشطون أكثر وأكثر كلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي، فالإحساس بالفشل وخيبة الأمل سوف يزيد من شهوة الانتقام خصوصا من الذين أصبحوا حجة عليهم ودليلا على أنهم أقل بكثير مما يصورونه للعالم.
وأحسنت وزارة الداخلية بأن اتخذت موقفا صارما منذ البداية ضد هذه المحاولات الرخيصة التي يراد بها الانتقام من الذين سبحوا في تيارات تخالف أهواء الذين يريدون وقف تقدم البلاد وإفشال عرسها الديمقراطي.
فما أعلنه الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية من إجراءات وتنسيقات بين المديريات الأمنية وبين المترشحين لحمايتهم وحماية ذويهم وممتلكاتهم رسالة واضحة ومهمة لكل من تسول له نفسه أن يفسد العرس الانتخابي البحريني.
لابد أن ينجح هذا العرس وتظهر البحرين أمام العالم بصورتها الحقيقية وليست الصورة التي يقاتلون من أجل ترسيخها.
والمواطن البحريني الواعي هو المسؤول الأول عن صنع هذه الصورة وليس رجال الأمن وحدهم، بمعنى أن حضور المواطنين للانتخابات بأعداد كبيرة هو الذي سيصنع هذه الصورة التي نتمناها ويبطل مفعول الخطة الساعية إلى تشويه الصورة، لأن الحضور المكثف هو الرد البليغ على كل الأكاذيب.
فليعلم كل ناخب بحريني، محب لوطنه رافض لمحاولات إدخاله في الفوضى أن صوته ليس مجرد أداة لإدخال ذلك النائب الذي يحبه إلى البرلمان، ولكنه أداة مهمة لبناء الصورة وصفعة للمشككين الذين يعتبرون أنفسهم الكتلة الأكبر والأقدر على صنع الأحداث في البحرين.
المواطن البحريني الواعي هو الذي سيصفع الإرهاب فوق وجهه القبيح ويقول للعالم بكل فخر، نحن أهل البحرين نشارك جميعا، وها هي الصورة خير من مليون كلمة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية