العدد 2169
الإثنين 22 سبتمبر 2014
banner
تركيا تأكل مع الذئب وتحزن مع الراعي! د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الإثنين 22 سبتمبر 2014


هذا المثل ينطبق بشدة على سياسة تركيا في عهد رجب طيب أردوغان، فهي عضو في حلف شمال الأطلنطي ولها التزاماتها تجاه هذا الحلف، وهي تقول في العلن إنها ضد الارهاب وإنها تعمل مع بقية العالم لمواجهته، ولكن عندما طلب منها أن تساهم بشكل مباشر في الحرب على تنظيم داعش لم يأت ردها متحمسا للأمر واتهمها محللون وأجهزة إعلام أجنبية أنها ترعى الارهاب بسبب الموقف المتردد في الحرب على هذا التنظيم.
وكانت حجة تركيا أن هذا التنظيم يحتجز تسعة وأربعين من مواطنيها، ولكن هذه الحجة زالت بعد أن تم الإعلان عن الإفراج عن هؤلاء المواطنين ووصولهم بالفعل إلى بلادهم.
ولكن إذا عرف السبب بطل العجب، فالذي لم يتناوله أحد في الموقف التركي من هذا التنظيم الإرهابي هو أن هناك مصلحة تركية حقيقية في غض الطرف عن أنشطة هذا التنظيم وهي النفط الذي تشتريه منذ فترة منه، فهناك 11 بئرا من أغنى الآبار في العراق استولى عليها تنظيم داعش ويقوم بإنتاجهم لتركيا وهذا يكفي لكي يكون الموقف التركي مترددا إلى هذا الحد فيما يتعلق بالجهد العالمي الحالي لمواجهة هذا التنظيم ويكفي أيضا لتفسير السر الكامن وراء إطلاق سراح الدبلوماسيين والمواطنين الأتراك من خلال عملية تفاوضية وليس من خلال عملية عسكرية.
فليس هناك من سبب يجعل الدبلوماسية التركية والمخابرات التركية قادرة بهذه السرعة على تنفيذ عملية إطلاق الرهائن الأتراك سوى قيام تركيا بشراء النفط الذي يقع في قبضة داعش وهو الأمر الذي جعل من داعش أغنى تنظيم إرهابي في العالم وأعطاه القدرة على تجنيد الآلاف من المقاتلين كل يوم.
الدنيا كلها تقوم على المصلحة وليس هناك مبادئ في عالم السياسة والعلاقات الدولية، فتركيا عضو في حلف شمال الأطلنطي وتركيا لا يمكن أن تضحي بعلاقاتها بالولايات المتحدة وبدول الغرب ولا تستطيع أن تعادي إسرائيل، وتركيا فعلت أقصى ما تستطيع لكي تلتحق بالاتحاد الأوروبي الذي هو ناد مسيحي محض، وتريد بعد كل هذا أن تكون زعيمة للعالم الإسلامي ورئيسها أردوغان الذي استقبل تنظيم الإخوان المسلمين الذي تلوثت أيديه بالدماء على أراضيه بعد طرده من قطر يرفض بغضب اتهام بلاده بدعم الارهاب ويقول إن اتهام تركيا بتشجيع مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية”، وبدعم الإرهاب يعد”وقاحة” ويقول: “لم نقبل ولا نقبل مطلقا مفهوم (الإرهاب الإسلامي)”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية