العدد 2015
الإثنين 21 أبريل 2014
banner
الحصاد المرعب للثورة السورية د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الإثنين 21 أبريل 2014

هل تعلمون ما الذي تحقق من وراء الثورة السورية حتى الآن؟ مئة وأربعون ألف قتيل تقريبا حتى الآن راحوا ضحية العنف والقتل المتبادل بين جيش بشار الأسد وبين من يقاومون هذا الجيش تحت مسميات مختلفة.
فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه وثق استشهاد ومقتل ومصرع 140041 شخصا منذ انطلاقة الثورة السورية، يضمون 49 ألفا و951 مدنيا، بينهم 7 آلاف و626 طفلا و5 آلاف و64 امراة.
ومن جانب معارضي نظام بشار الأسد قتل 24 ألفا و1967 مقاتلا معارضا يضاف اليهم 8 آلاف و972 جهاديا من “جبهة النصرة” و”الدولة الإسلامية في العراق والشام”.
كما قتل من جانب القوات النظامية 54 ألفا و199 جنديا وعنصرا تابعا لميليشيات موالية و275 عنصرا تابعا لـ “حزب الله” اللبناني، حليف النظام السوري.
وتضم الحصيلة 2837 ضحية مجهولة الهوية وموثقة بالصور.
هذه هي النتيجة الوحيدة والحقيقة الوحيدة الموجودة على الأرض السورية، وكأن الثورة السورية قامت لكي يقتل هذا العدد المرعب الذي لم يسقط خلال أي حرب أخرى خاضتها الدولة السورية خلال تاريخها الطويل.
وبغض النظر عن الذين تنطبق عليهم مفردات “استشهاد” أو “مقتل” أو “مصرع”، فنحن أمام مشهد عبثي إلى أقصى درجة، خصوصا إذا ما فكرنا في عدد الذين خرجوا أو أخرجوا من ديارهم والذين فقدوا ممتلكاتهم ومنازلهم والذين تم ترويعهم، والأطفال الذين فقدوا ذويهم والنساء اللاتي تعرضن للاغتصاب.
فبعد سقوط كل هذا العدد وتعرض عدد أكبر منه للمعاناة والقهر لم يحصل الشعب السوري على شيء، حتى الآن!
الدنيا كلها ظلمت هذا الشعب الذي دفع ثمنا باهظا من أجل حرية لن تأتي على المدى القريب.
فالذين أرسلوا مليشياتهم لمساندة نظام بشار ظلموا الشعب السوري، والذين يتشدقون ليل نهار بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ويستخدمون هذه المفردات التي لم نعد نفهم معناها بسبب مواقفهم المتبذلة تجاهها،هم أيضا ظلموا الشعب السوري، فهم الذين دفعوه دفعا نحو الثورة ثم تركوه وحيدا في منتصف الطريق وتخلوا عنه وعن الشعارات التي يرفعونها في وجه الحكام الذين يريدون الضغط عليهم ومساومتهم.
وراحت دماء الشهداء دون ثمن بسبب المصالح والتحالفات الدولية وتبدل المواقف، فياله من عالم ظالم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .