العدد 2847
الأحد 31 يوليو 2016
banner
مأساة مدرسة محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الأحد 31 يوليو 2016

التوجيهات التي أصدرها صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء بإجراء أعمال الصيانة لمدرسة السنابس الابتدائية للبنات جاءت لتنهي حقبة طويلة من المعاناة والألم للهيئتين الإدارية والتعليمية والطالبات، بل لكل الأهالي الذين عاشوا سنوات من القلق على حياة بناتهم. وهي تنم عن الاهتمام البالغ الذي يحرص سمو رئيس الوزراء عليه بتوفير بيئة تعليمية مناسبة لتلقيّ العلم والمدرسة بوضعيتها المتهالكة كانت معيقة لطلب العلم.
مشكلة المدرسة ناهزت السنوات ومرت خلالها الطالبات بمشكلات نفسية واجتماعية وأزمات شتى، إذ كان الأهالي يضعون ايديهم على قلوبهم طوال الوقت خشية تعرض فلذات أكبادهم إلى الخطر. ومما ضاعف من حجم القلق لديهم عدم تحرك الوزارة وطمأنتهم لإصلاح الوضع، الامر الذي ترك آثارا سلبية في نفوسهم. عاشوا سنوات يجأرون بالشكوى من انّ مبنى المدرسة متصدع ومتهالك وينذر بأخطار على الجميع من طالبات ومعلمات لكنّ الموقف من قبل الوزارة كان سلبياً. من هنا فالتساؤل لدى الأهالي هل أصبحت الوزارة عاجزة عن القيام بأعمال الصيانة؟ ولماذا تبقى هذه المدرسة خارج اهتمام الوزارة؟
إن وزارة التربية تضع في سلّم أولويات نجاح عملية التعليم جودة المبنى المدرسي كإحدى ركائز العملية التعليمية اضافة الى المنهج المدرسي المتكامل والمعلم، ولذا فإنه من غير المعقول وغير المنطقيّ أن يبقى مبنى المدرسة متجاوزا معايير الأمن والسلامة والاشتراطات البيئية. وإذا شئنا الدقة فإنّ المبنى المذكور خارج العمر الافتراضي له مما قد يكون عرضة للسقوط في أية لحظة.
 البيئة المدرسية تعد عاملا فعالا في سلوك الطالب وبالأخص في صياغة شخصيته وتحصيله العلمي. وفي هذا الاطار يؤكد التربويون انّ حبّ التلميذ للمدرسة وانتماءه اليها يزيد في تحصيله العلمي ويجعله يستفيد من برامجها التربوية والعكس صحيح فمتى قلّ انتماء الطالب للمدرسة صعب عليه التكيف مع برامجها وضعفت استفادته العلمية والتربوية. ويبدو لنا أنّ المسألة لم تعد متوقفة عند هذا الحد بل تجاوزته الى انّ المبنى المدرسي السيئ – كما هو الحال بالنسبة لمدرسة السنابس – ربما يؤدي الى تذمر الطلبة وحتى إظهار كراهية للمدرسة! فهل كانت وزارة التربية مدركة لهذه الأبعاد البالغة الخطورة؟ نحن لا نشك في أنّ وزارة التربية حريصة على خلق بيئة صحية للطلبة وبالتالي كان على المسؤولين تدارك الوضع البائس لمبنى المدرسة وليس اعتباره مسألة ثانوية.
 إنّ توجيهات سمو رئيس الوزراء الموقر أثلجت قلوب الأهالي والطلبة والمعلمات كعادة سموه في متابعاته الحثيثة لكل قضايا المواطنين. وكانت الآمال تحدوهم لو أنّ وزارة التربية والتعليم استجابت لنداءات الأهالي منذ بداية المشكلة لا ان تقف متفرجة كل هذا الوقت وكأنّ القضية لا تعنيها من بعيد أو قريب.
 مما تجدر الإشارة اليه انّ مدرسة السنابس كانت قد طالبت بإيجاد حلّ جذري لمشكلة انتشار القوارض والفئران بداخلها. ورغم اعتصام الأهالي عدة مرات وإطلاق استغاثاتهم بأنّ المدرسة متهالكة وجدرانها آيلة للسقوط وأنّ بيئتها غير صحية ولا آمنة والأدهى انّ رش المبيدات الحشرية لم ينقذ المدرسة من وضعها الكارثي بل خلق مشكلة جديدة تمثلت في الروائح الخطرة المسببة لأمراض كالطاعون الاّ انّ أحدا في الوزارة لم يرد على صرخاتهم وكأنّهم خارج اهتمام الوزارة.
 يبقى أن نذّكر من بيدهم القرار في وزارة التربية بأنّ الاستهانة بالمبنى المدرسيّ يعادل فقدان عنصر رئيس في أركان التربية وبالتالي هبوط العملية التعليمية برمتها وهذا بالطبع ما لا يتمناه أحد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية