العدد 2780
الأربعاء 25 مايو 2016
banner
تطمينات رئيس الوزراء للمتقاعدين محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الأربعاء 25 مايو 2016

مرة أخرى يؤكد سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن حقوق المتقاعدين محفوظة والمكتسبات التي حققتها الحكومة لهم مصونة.
بل إن جهودها مستمرة في ايجاد الخيارات التي تسهم في ديمومة الصناديق التقاعدية وإطالة أعمارها.
يجيئ هذا التصريح واضحا وجليا أن على المتقاعدين عدم الشعور بالقلق حول ما يمس مستقبلهم ولا حقوقهم.
على مدى الأيام السالفة عاش موظفو الدولة والقطاعات الأخرى أياما عصيبة إذ تضاربت فيها الأقوال والمؤسف أن أحدا لم يستطع أن يشيع في نفوسهم الطمأنينة.
فجميع التصريحات ومن جميع الأطراف أكانت مسؤولين او نواب أن تزيح ما ران عليهم من كدر وتشويش جراء ما يمس اوضاعهم التقاعدية، لأنها ببساطة كانت في واد وموظفي الدولة في واد.
لعل الذّي بعث في نفوس المتقاعدين الفرح هو إشادة سمو رئيس الوزراء بعطاء المتقاعدين وثنائه بما قدموه من عطاءات غير محدودة طوال فترات عملهم وإسهاماتهم في بناء الوطن والأدوار التي يقومون بها في تنمية الوطن.
ولعل الذي يجسد دعم سموه للمتقاعدين هو حفل التكريم الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء قبل أيام. شعر خلالها المتقاعدون المكرمون من القطاعين العام والخاص بالفرحة تغمرهم لرعاية سمو رئيس الوزراء لحفل تكريمهم معتبرين هذا تكريما مضاعفا لهم بتواجدهم مشيدين بالدور الانساني والحضاري لسمو رئيس الوزراء.
لم يعد خافيا على أحد أن لدى المتقاعدين خبرات متعددة كان يجب من المسؤولين في الدولة العمل على استثمارها كما هو الحال السائد لدى دول عديدة في شرق العالم وغربه، باعتبار أن التقاعد هو بداية حياة وليس نهايتها كما أصبح مستقرا في ذهن المتقاعد.
إن توظيف خبرات المتقاعدين يحقق الكثير من المكاسب لهم وللدولة، فاليابان على سبيل المثال تعد رائدة بالنسبة للعالم، بل إن تجربتها جديرة بالاقتداء في استثمار طاقات المتقاعدين.
فذوي الخبرات من المتقاعدين تتم الاستفادة منهم بإعادة توظيفهم كمستشارين في القطاعات الممكن لهم العطاء من خلالها.
ومن يتعمق في تراثنا الإسلامي يتوقف أمام العديد من الأقوال التي تقدس قيمة العمل وفي قول رسولنا الأكرم محمد بن عبدالله (ص) إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل”، شاهدا يؤكد أن على الإنسان ألا يتوقف عن العمل.
ولو أننا تأملنا ما يؤكده أساتذة الابداع فإننا نندهش من نتائج أبحاثهم حول عطاء الانسان وخلاصتها أن الابداع ليس متوقفا على سن بعينها.
وقد يستغرب البعض من انّ عبقريا بحجم مايكل انجلو كان قد أنجز أعظم ابداعاته الفنية وهو في الثمانين من عمره!
لدينا في مملكة البحرين تجارب في كيفية استثمار طاقات المتقاعدين جديرة بالاحتفاء والإشادة. فهناك اليوم أكثر من جهة وهيئة عملت على لم شتاتهم منها جمعية الحكمة للمتقاعدين ومؤسسات ثقافية ورياضية حرصت على جمعهم تحت مظلتها وإيجاد المقرات ليمارسوا من خلالها أنشطتهم الثقافية والرياضية (نادي سار نموذجا).
والجميل أنها تحظى بدعم ورعاية من حكومتنا الموقرة وبالتحديد من وزارة الشباب والرياضة.
إننا نطمح أن الهيئات الحكومية أن تعد الخطط لتوظيف مواهب وطاقات المتقاعدين بما بات يعرف لدى دول باكتشاف الذات.
والمعنى الذي يرمي اليه هذا المفهوم هو إعادة تقييم الشخص لذاته وما يختزنه من إمكانات، ولابدّ من إخراجها للوجود للإفادة والاستفادة.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .