العدد 2480
الخميس 30 يوليو 2015
banner
النواب ليسوا فوق مستوى النقد محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الخميس 30 يوليو 2015

تشغل بالي كثيرا الحساسية المفرطة واللامعقولة التي تتسم بها ردود الأفعال الصادرة من الأمانة العامة بالمجلس النيابيّ. أما الأسباب الكامنة وراء هذا الانفعال فهي مجرد كلمات نقد وجهت لهذا النائب أو ذاك. الموضوعية تقتضي القول إنّ هناك انفصاما حاداً بين سلوكهم داخل المجلس وبين صورتهم أمام الناخبين. بالله عليكم كيف لنائب لا يكف عن إطلاق الوعود في كل مناسبة أنّه سيمنح المتقاعدين زيادة في رواتبهم وإذا به يتخلّى عن كل وعوده وتمرر الموازنة طبعا دون حتى كلمة اعتراض؟ ألا يعد هذا منتهى الاستخفاف بالمواطن وغاية الاستهانة بمن منح ثقته وتجشم عناء التصويت؟ هل نستمر في المصارحة هل تتبقى لمثل هذا النائب بعد كل هذا مصداقية؟
يخطئ السادة النواب إذا اعتقدوا أنّهم فوق مستوى النقد ويكون خطأهم فادحا إذا تصوروا أنّ ما يوجه اليهم من نقد عبر الصحافة أو وسائل التواصل الاجتماعي يعني نسف جهودهم. ومهما كان ما يساق من آراء فالأمانة تقتضي من ممثلي الشعب تقبلها بصدر رحب وتجنب أي شكل من الحساسية. فالجدل سيبقى محتدماً عبر كل المنتديات حول اداء النواب. وبودنا مصارحة الإخوة اعضاء المجلس النيابيّ بحقيقة قد تبدو خافية على الأغلبية منهم - ربما لكونهم لا يستمعون الاّ للصوت الصادر من داخلهم - ومفادها أنّ مستوى الرضا الشعبيّ عنهم هو في الحد الادنى. فأي مواطن تلقاه ولو مصادفة في الشارع أو أي منتدى وتسأله عن رأيه فإنّ اجابته الفورية ودون أي تفكير تكون سلبية، أي لا شيء تحقق مما وعدوا به.
ولنكن أكثر صراحة، إنّ حالة التذمر والاستياء تسيطر على الأغلبية الساحقة من المواطنين جرّاء تدني مستوى الأداء البرلماني خلال الدورة السالفة. ازاء حالة كهذه من الإحباط فإنّ المتوقع ان ينبري البعض من اصحاب السعادة النواب بسوق الاتهامات والتبريرات التي لا يصدقها حتى هم انفسهم. ومن بينها أنّ من يوجهون النقد للمؤسسة البرلمانية انما يهدفون الى تشويه أدائهم وربما يكنون لهم العداء والحقد بقصد عدم اتاحة الفرصة امامهم مستقبلا للترشح والفوز.
يبدو لنا أنّه من قبيل المبالغة اطلاق وصف انجاز على ما يزعم النواب انّه بالفعل تحقق، فأصدق وصف للمرحلة المنقضية من عمر المجلس النيابيّ هو اللا إنجاز. وإلاّ اين دور المجلس البرلمانيّ من الرقابة البرلمانية التي من المفترض أن ينهض بها على سبيل المثال؟ الاجابة بالقطع انه لم يمارس اي دور بهذا الصدد. لابدّ أن يعي الإخوة النواب انّ المجلس يعد طوق نجاة عبر رقابته على اجهزة الدولة الرسمية والهيئات العامة على اختلاف مسمياتها وأدوارها.
يجول في ذهن الناخب سؤال والحقيقة أنه لا يبرح ذاكرته ابداً ملّخصه: هل تنتهي مهمتنا كناخبين بمجرد التصويت للسادة المرشحين. طبعا الذي دفعهم للتساؤل هو أنّ الاكثرية منهم - ونشدد على الأكثرية – تقطع اية علاقة بالناخبين، هذه حقيقة لا يجادل حولها احد.
بقي القول إنه ليس صحيحا ما تردده فئة من النواب من أنّ الناخب يريد من النائب أن يبقى لأربع وعشرين ساعة تحت اشارته لتلبية كل طلباته وأن يظل السيد النائب في حالة تأهب قصوى لإنجاز رغباته الخ... انّ هذا لا يمكن أن يقبله أي عقل سليم، إنّ جلّ ما يتمناه المواطن أن يبقى النائب على اتصال معه وينفذ ما قطعه على نفسه من وعود بلقاء شهري على الأقلّ فهل يعد هذا مستحيلاً؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .