العدد 2386
الإثنين 27 أبريل 2015
banner
أعيدوا النظر في دعم الأندية الصغيرة محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الإثنين 27 أبريل 2015

إنشاء وزارة للرياضة في البحرين كان أملاً وطموحاً يداعب الرياضيين في البحرين منذ أمد بعيد، شباب الأندية ينتظرون من الوزارة الجديدة أن تجسد آمالهم. إنهم يحملون تساؤلات من قبيل هل ستكون للوزارة الجديدة ميزانية تلبيّ مشاريعهم المؤجلة والمعطلة لسنوات نتيجة نقص ما يقدم من دعم هو بكل المقاييس ادنى مما يطمحون إليه.
نعتقد أنّ الهدف الأول أمام وزارة الرياضة هو دراسة أسباب النهوض بواقع الأندية ولا يمكن أن يتحقق هذا الا بتقديم الدعم اللازم لها. لم يعد خافيا على أحد أنّ الأندية الصغيرة تحديدا تعيش في ظل ازمة تتمثل في قلة ما يقدم اليها من دعم مالي الأمر الذي جعلها في موقف بالغ الحرج أمام اعضائها. القصة باختصار انّ لديها العشرات من البرامج الرياضية والمجتمعية متوقفة على الميزانية.
وإذا كانت الاندية الكبرى الواقعة في مدينتي المنامة والمحرق تحظى بدعم أكبر وأهمية استثنائية لكونها تحمل اسم المدينتين العريقتين وما تشكله المدينتان من أهمية تاريخية وحضارية حيث احتضنتا اعرق الاندية الرائدة منذ عشرينات القرن الماضي وهذا بالطبع من حقها بيد أن التساؤل هنا ما موقع الأندية الأخرى من اهتمام الوزارة الجديدة؟ ولماذا تبقى الاندية النائية لا تحظى الاّ بالفتات من الدعم قياسا بما يمنح للاندية الكبيرة؟
الأغلبيّة اليوم من الجمهور البحرينيّ على علم أكيد بالأنشطة والفعاليات التي تنهض بها الأندية الواقعة في الأطراف وليس من قبيل المبالغة انّ اسهام بعض تلك الأندية يفوق ما تنجزه اندية العاصمة سواء اكان على صعيد البطولات الرياضية أم الفعاليات الأخرى. من هنا نعتقد أنّ الوقت بات مناسبا جدا لإعادة النظر في المساعدات التي تتلقاها الأندية الصغيرة وهي بكل المقاييس شحيحة للغاية.
الأندية الكبيرة كما هو مصنف لدى وزارة الرياضة تحصل على نصيب الأسد من المساعدات السنوية. رغم أن لديها مصادر أخرى من الدعم المتمثل في المباني والمحلات التي تدر عليها، بينما اعتماد الأندية الصغيرة الاساسيّ على مساعدات المؤسسة العامة.
ليس بمقدور احد التقليل من الادوار التي تنهض بها المؤسسات الشبابية في القرى كالأندية والمراكز الشبابية ودعمها ضرورة حتمية وليس ترفاً. ومن الإجحاف ان ينظر اليها اليوم بوصفها مجرد مقار لممارسة الانشطة الرياضية وحدها اذ انّ دورها يتعدى النشاط الرياضي. فالتثقيف وتنمية المجتمع وإعداد وتأهيل الشباب على كافة المستويات مهام مناطة بهذه المؤسسات.
ورغم انّ هذه الاندية عاشت على مدى عقود عديدة على ريجيم بمنتهى القسوة لكنّ المفارقة هنا أنّ الاهالي لا يكّفون عن مطالبتها بالبرامج والفعاليات المتعددة مما يفوق طاقتها. والمتتبع لما تنهض به بعض تلك الاندية من فعاليات وما تحرزه من بطولات تذهله بلا شك هذه المفارقة. إنّ اساس المعضلة يتمثل في السؤال التالي: كيف استطاع هؤلاء ان يثبتوا جدارتهم في البطولات الرياضية لا على مستوى السباقات الداخلية فحسب بل حتى على المستوى العالمي وفي المراكز الاولى في ظل ما يقدم من دعم بالغ الضآلة؟
إنّ اعضاء المجلس النيابيّ مهتمون دوما بدعم الشركات والمؤسسات التي تتعرض للانهيار ويطالبون بدعمها بمئات الملايين من الدنانير أما دعم الاندية بما يجعلها قادرة على استمرارية انشطتها فلا يبدو انه يثير اهتمام احد منهم في يوم من الأيام رغم تأكيدهم الدائم انّ النهوض بالشباب من صلب اهتماماتهم.
نتذكر بلا شك ما دعا اليه مجلس الوزراء قبل ايام بضرورة ان تتبنى وزارة الرياضة استراتيجية للشباب تكون مهمتها العمل على تلبية طموحات الشباب وسبل النهوض بهم على كل المستويات الرياضية والثقافية والاجتماعية. والذي يجب هو التعامل مع الشباب كطاقة مفعلة للتنمية وهو ما ينسجم مع الاستراتيجية المقترحة الشاملة. وتبقى الاشارة الى انّ الشباب يواجهون التحديات الصعبة والجمة ولإدماجهم في التنمية المنشودة لابدّ من وضع سياسة تلبيّ رغباتهم وطموحاتهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية