العدد 2384
السبت 25 أبريل 2015
banner
يا وزراء الخدمات... القرى بانتظاركم محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
السبت 25 أبريل 2015

مرةً أخرى تأتي التوجيهات الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء صريحة لوزراء الخدمات وكافة المسؤولين بالدّولة بزيارة القرى للوقوف على احتياجاتها من خلال اللقاءات المباشرة بأهالي القرى وممثليهم بالمجلسين النيابي والبلدي من أجل تقديم افضل الخدمات الحكومية. المطلوب من الجميع التعاون لاستمرارية تطوير الخدمات ورفض الممارسات التي تؤثر على البرامج الحكومية لتنمية القرى.
تطوير القرى ليس محصورا في الخدمات الحكومية وحدها بل من الضرورة معالجة قضايا الشباب من خلال تقديم البرامج الفعالة ولا يتم هذا الاّ بتوفير المرافق والإمكانيات لاحتضان هذه الفئة المهمة لتوجيه طاقاتها نحو البناء والتنمية بما يسدي النفع لها وللوطن. ونعتقد انه آن الأوان لوزارة الشباب والرياضة لإعادة النظر في حجم الدعم المقدم لأندية القرى لتنفيذ برامجها الشبابية والرياضية.
وإذا سمح لنا المسؤولون في وزارات الخدمات تحديداً ان نكون اكثر صراحة فإنّ اهالي القرى الشمالية لا يتذكرون أنّ مسؤولاً واحدا تشرفوا في يوم ما بزيارته لهم. إنّ إحدى هذه القرى (سار) التي اضحت بما شهدته من امتداد عمرانيّ منطقة مترامية الأطراف قد بحت أصواتهم مناشدين وزير الأشغال والبلديات والتخطيط العمرانيّ حل المعضلات المزمنة بالقرية لكن كل مناشداتهم تذهب أدراج الرياح. إنّ شارع القرية الرئيسي شهد على مدى سنوات عددا من الحوادث المفجعة راح ضحيتها أناسٌ أبرياء نتيجة سوء التخطيط والازدحام الشديد طوال النهار والليل أيضاً. ومن النادر ان يمر اسبوع دون ان يشهد وقوع حادث مروري. الوزارة مدركة هذه الحقيقة بالطبع وكل الذي تفعله هو اطلاق الوعود عاما بعد آخر بيد أنّ شيئا منها لا يقدر له أن يرى النور لأسباب غير مفهومة!
السؤال لماذا لا يتكرم الوزير بالاستجابة لسكان القرية بزيارة للمنطقة ليقف شخصيا على ابعاد المشكلة؟ الأهالي تساورهم الشكوك أنهم باتوا خارج دائرة اهتمام المسؤولين. ونتذكر انّ الوزير عصام خلف في كل مرة يلتقي فيها محافظ الشمالية أو نوابا ويبحث فيها وضع المنطقة فإنه يتعهد بتنفيذ المشاريع وإصلاح الطرق ويؤكد انه يتابع كل ما ينشر حول هموم المنطقة ومشاكلها ويسعى لإيجاد الحلول لكن الوعود تتبخر بمجرد فض الاجتماع ويبقى أهالي المنطقة يندبون حظهم العاثر.
لابد من الإشارة الى أنّ ما تنفذه الوزارة من اصلاحات ليست اكثر من عمليات ترقيع اذ سرعان ما تعود الاوضاع الى حالتها الاولى. أما لو بحثنا عن اصل المعضلة فإنها تكمن في الارتجال الذي يغلب على اي مشروع اضافة الى غياب اي شكل من الرقابة او المتابعة الجادة. الطرق الداخلية بالمنطقة تعاني الاهمال وبحاجة الى متابعة دؤوبة من قبل الجهة المختصة. ولو شئنا الدقة لقلنا انّ البنية التحتية تستدعي اعادة تخطيط لتخفيف ما يواجههم من عناء لكن ليس هناك ما يشير الى انّ هناك تحركاً في الأفق يبدد القلق.
المعضلة الأخرى والأشد تتمثل في الإسكان. فالقرية هي الأكثر مساحة على مستوى المملكة لكنّ المفارقة التي تدعو الى الدهشة والحزن والمرارة انه لم ينفذ فيها أي مشروع اسكاني واحد! المعادلة السالفة تستعصي على الفهم. انّ جل اراضيها ذهبت الى متنفذين وحرم منها ابناؤها. ومما يضاعف الألم انّ كل مناشداتهم للاسكان باستملاك ارض في القرية لا يقدر لها ان تجد الآذان الصاغية. وكانت الأمنية التي تداعبهم ان يتكرم وزير الإسكان او اي مسؤول بالوزارة بزيارتهم للوقوف على حجم المشكلة الأزلية غير انّ كل احلامهم لا يقيض لها حظ من النجاح.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .