العدد 2378
الأحد 19 أبريل 2015
banner
المواطـن أولاً أم الأجنبـي يـا وزارة التربيـة! محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الأحد 19 أبريل 2015

كان خطأ فادحا ذاك الذي وقع فيه عددٌ من النواب، وسقطة لا تغتفر لمن خوّلهم الشعب الدفاع عن قضاياه عندما ساندوا استمرار توظيف المدرسين الأجانب بوزارة التربية والتعليم، بينما كان أحد النواب يعلن أنه يملك طلبات لـ 376 من الخريجين البحرينيين في 35 تخصصا عاطلين عن العمل. ورغم أنّ سؤال النائب حول بقاء كل هذا العدد من الطاقات البحرينية المؤهلة عاطلين عن العمل واستمرار توظيف الأجانب إلاّ أنّ ردّ وزير التربية الدكتور ماجد النعيمي كان بأنّ ديوان الخدمة المدنية الجهة المسؤولة عن التوظيف في البحرين وكان غير مقنع إطلاقا. الوزير قال ايضا إن الديوان يعتبر شريكا أساسيّا في عملية التوظيف. لابدّ أنّ السؤال الذي يدور في ذهن المواطن هو التالي: لماذا يفشل الكثير من المتقدمين لديوان الخدمة المدنية في الامتحان بالرغم من أنّ نسبة نجاح البعض منهم تفوق الـ 95 في المئة؟ ولماذا غالبا يفضل توظيف المعلمين من الدول العربية الشقيقة في سلك التدريس بينما هناك المئات من البحرينيين ينتظرون الفرصة للالتحاق بميدان التربية؟ كانت التبريرات تساق ظلماً من كون “البحرينيّ ليس مؤهلاً للعمل في التدريس”. أما الأغرب أنّ مثل هذا الكلام يكون صادراً من وزير التربية والتعليم الدكتور ماجد النعيميّ!
الوزير الدكتور ماجد النعيمي أيضاً أشار ذات مرة الى أنّ التعاقد مع المعلمين الأجانب في مجالين فقط هما اللغة الفرنسية والموسيقى فهل الذين تم التعاقد معهم مؤخرا والذين يقارب عددهم ألفا ومئتي معلم - بحسب ما يتداول في وسائل التواصل - في هذين التخصصين؟ كنا نتمنى لو أنّ ما أكده الوزير صحيحا من أنّ هناك خطة للتوظيف والبحرنة ونسعى للبحث عن البحرينيّ ولا نذهب للبحث عن معلمين في الخارج الاّ بعد ان نستنفد محاولاتنا للبحث عن معلمين بحرينيين.
السؤال هنا لماذا يفضل المعلم الأجنبيّ علما أنّ تكلفة الأجنبي أضعاف المواطن. الوزارة تقدم مزايا للمعلمين الأجانب أضعاف ما يمنح للمواطن كالعلاج المجانيّ والأدهى أنّ بعض المتقدمين للعمل في التعليم من الدول العربية دخلوا مقابلات عدة مرات. وأصاب أحد النواب كبد الحقيقة عندما أشار الى انّ هناك معلمين عربا يجهل أولياء الأمور التعامل معهم فكيف الحال بالطلبة الذين يصعب عليهم الفهم.
عندما تثار مسألة التوظيف لدى وزارة التربية لابدّ أن تقفز إلى الذاكرة مأساة أحد الخريجين الذي يمثل نموذجا بين العشرات من القابعين على رصيف الانتظار. إنّ معضلة هذا الشاب أنه في كل عام عندما تعلن وزارة التربية عن الامتحان يفاجأ أن النتيجة مخيبة للآمال. الصدمة تتمثل في اجتياز الامتحان وفشل المقابلة وفي العام التالي تكون النتيجة عكسية تماما، فشل في الامتحان ونجاح في المقابلة!
الذي نتمناه من سعادة الوزير الدكتور ماجد النعيميّ بحث هذه المعضلة لهذا الشاب انطلاقا مما تعلنه الوزارة من تكريس مبدأ الشفافية والحيادية في كل أعمالها، كما أنّ مناشدتنا نابعة مما تنتهجه الوزارة منذ أعوام وما تعلنه من أنّ الأولوية المطلقة للتوظيف للعنصر البحرينيّ.
إنّ قضية المواطن التي أشرنا اليها تستحق منك يا سعادة الوزير أن تتقصى جذورها لا بوصفه خريجاً في أحد التخصصات النادرة فحسب بل كونه مواطناً يجب أن يأخذ دوره في خدمة أبناء وطنه والإسهام في نهضته وتقدمه. وتأتي متسقة مع التوجيهات الكريمة لسمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر ليأخذ المواطن فرصته في العمل والبناء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية