قصص النجاح والتميز لأبناء البحرين عديدة، وليس بوسعنا هنا حصر كل تلك النجاحات ونكتفي بالإشارة الى ثلاث منها فقط ونعتقد أنها كافية للتدليل على أنّ مملكة البحرين أرضٌ خصبة للشباب المبدعين. من تلك الإنجازات العلمية ما حققه أحد طلبة البحرين الذين يتلقون تعليمهم في الخارج. ونظير جهده البحثي المتميز فقد كرّمته سفارة البحرين في لندن هو الطالب ياسر العمران. وبالإضافة الى تميزه في مجال تخصصه فقد استطاع أن ينال الجوائز الأكاديمة المهمة من جامعة كولدنغ بيرغ للأبحاث في مجال علوم الأعصاب ومنحة البروفيسور رود فلاور للدراسات الصيفية وجائزة افضل عرض تقديميّ في مؤتمر كلية باريس اضافة الى افضل ورقة عمل لجمعية الجراحين المجهرية ويعتبر اصغر باحث سمح له بنشر ابحاثه في اشهر مجلة طبية تصدر في بريطانيا.
ونتذّكر أنه قبل عامين من الآن حازت طالبة بحرينية هي أمينة عبدالمجيد الحواج جائزة الماسة العالمية عن جهازها (ستامينا) وهو ليس الإنجاز الوحيد لأمينة فقد فازت في عام 2011م بالجائزة الذهبية مع مرتبة الشرف الأولى في المعرض الدوليّ للاختراعات في الشرق الأوسط اضافة للمرتبة الأولى لجائزة الحماية الفكرية والابتكارية لدول مجلس التعاون عن اختراعها الجهاز المساعد الحركيّ للجزء الأسفل من الجسم كما حصلت على الجائزة الذهبية لأفضل مخترعة من المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية عن اختراعها لعلاج القدم والتهابات المفاصل والروماتيزم. وتم تكريمها في حفل خاص اقيم في العام الماضي. كما تم تعيينها كأول سفيرة للاختراع في العالم. وتعد أمينة من الكفاءات العلمية البحرينية البارزة وتعطي دليلا على انّ مملكة البحرين زاخرة بالمواهب والطاقات والكوادر المبدعة في مختلف التخصصات. إنّ هذه الانجازات في حقول البحث العلمي تعكس طموحات لا حدود لها يفخر بها كل فرد بحرينيّ وبالأخص انها في المجال الطبيّ والعلاج الطبيعيّ، ذلك أنها لفتت الانتباه على المستوى العالميّ وأصبحت تمثل البحرين بجدارة في المحافل العالمية.
آلاء محمد عبدالرحيم نموذج آخر من الكفاءات البحرينية، ولا تكمن أهمية اختراعها - كما تقول آلاء في معالجة مشكلة كبيرة بل انه يعالج مشكلات يومية بسيطة. كان ايمان الشابة آلاء انه عندما يكون الإصرار هو الوقود الذي تعمل عليه عقولنا فإنّ المسألة بين ما نتخيله وما هو واقع قصيرة جداً وإن طالت المسافة فإنّ الوصول الى النجاح ليس الاّ مسألة وقت. الاختراع فازت به آلاء محمد بخمس جوائز عالمية هي الميدالية البرونزية في تحدي المخترعين العالمي في المعرض السنوي العالمي للأفكار والمخترعات والابتكارات في جمهورية المانيا بمشاركة 700 اختراع من ثلاثين دولة. وتعكس هذه المشاركة النسائية البحرينية تقدير البحرين للمرأة وإتاحة الفرصة امامها للانطلاق مع إخوانها الشباب في مثل هذه التحديات.
الاختراع (مازج الطلاء الإلكترونيّ الذّكيّ) وأسمته “ديلمون ون” يتم من خلال هذا الاختراع التطبيقات الذكية على تخزين الألوان المفضلة والمناسبة لكل فتاة بإدخال رقم اللون. كما أنّ الجهاز ينمي لدى الاطفال التذوق الفنيّ ويستخدم في حفلات أعياد الميلاد.
بقي أن نتساءل هنا أين دور القطاع الخاص من شركات ومؤسسات في دعم هؤلاء الشباب واحتضان طاقاتهم؟ المفترض بل الواجب هو إنشاء المؤسسات لدعم المبتكرين لكي لا تتحطم آمالهم ويخسر الوطن طاقاتهم وإبداعاتهم، ولابدّ من تحفيزهم لتنمية مواهبهم باتجاه العمل الخلاق.