العدد 2302
الإثنين 02 فبراير 2015
banner
مشروعات “الشمالية” المؤجلة محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الإثنين 02 فبراير 2015

رغم أنّ هناك قرى بالمحافظة الشمالية شهدت مشروعات عمرانية وبعضها لم يزل قيد التنفيذ كمشروع المدينة الإسكانية إلا أنّ بعضها الآخر يعاني نقصا فادحا في اقامة المشروعات والإسكانية منها على وجه التحديد. خلال الأسبوع الفائت التقى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر وفدا شعبياً من أهالي بعض القرى الشمالية وأكد لهم سموه حفظه الله أنّ الحكومة ستعمل على تحقيق متطلبات واحتياجات أهالي قرى المحافظة الشمالية فهي ضمن أجندة ومشاريع الحكومة.
وكنا قد أشرنا غير مرة الى أنّ هناك نقصا حاداً في المشاريع الإسكانية بالمحافظة. هناك عدد من القرى بالشمالية لم تستفد من المشروعات الإسكانية بالرغم من أنّها كانت تتوفر على أراض شاسعة الى ما قبل سنوات قليلة وبعضها الآخر يعاني من خدمات متدنية إضافة الى وجود عدد من المنازل المدرجة للترميم.
والمفارقة أنّ المحافظة الشمالية تعد الأكبر سكاناً بينما هي في الواقع الأقل بالنسبة للمشروعات الإسكانية. المسؤولون في الإسكان غالبا ما يبررون عدم اقامة المشروعات الإسكانية بقلة الأراضي وإذا كان هذا المبرر مقبولا في محافظة كالعاصمة فإنه ليس مقبولا بالنسبة للشمالية لما لديها من مساحات تفيض عن حاجة قاطنيها الى الحد الذي تستوعب آخرين من خارجها.
الأهالي يلقون باللائمة في تأخر المشاريع الإسكانية على نواب المنطقة وممثليها البلديين وهؤلاء بدورهم يحملون المسؤولية القائمين على الخدمات في مختلف الوزارات الذين لا يتركون مناسبة إلا ويطلقون الوعود بأنّ المشاريع قادمة، لكنّ الاهالي لا يلمسون انجازات متحققة على ارض الواقع.
نتذّكر أنّ وزارة الإسكان أعلنت قبل سنوات انّ هناك ما يزيد على خمس وعشرين قرية ومنطقة في المحافظة الشمالية لم تحظ بنصيب من المشاريع الإسكانية منذ فترة طويلة اما القرى التي شملتها المشاريع فهي أربع عشرة قرية فقط، وحتى القرى الموعودة بالمشاريع الإسكانية فإنّ هناك عقبات تعترضها تتعلق بالاستملاكات وغياب الموازنات الكافية، وكان رئيس المجلس البلدي الشمالي السابق يوسف البوري قد ذكر ذات مرة أنّ ملف الخدمات بصورة عامة دون مستوى الطموح. والبنى التحتية في بعض قرى المحافظة الشمالية تكاد تكون معدومة وعلى سبيل المثال فإنّ بعض المناطق تفتقر الى شبكات الصرف الصحي وبعضها الآخر لم يزل يفتقر الى الإنارة.
النقص الذي أشرنا اليه لم يعد محصورا في الخدمات الإسكانية وحدها بل يشمل المدارس للمراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية للبنات والبنين إضافة الى الأسواق الشعبية والمراكز الصحية والمراكز الاجتماعية وخدمات ومرافق أخرى، كما يطالب الأهالي بصالات متعددة الأغراض للأفراح والمناسبات وغيرها من المشروعات الخدمية.
وبحسب علمنا كان هناك اعتماد لتطوير قرية واحدة في كل محافظة في كل مرحلة لكنّ هذا المشروع لم ينفذ في الواقع. كما انّ المجلس البلدي الشمالي كان قد تبنى مشروعا لتطوير وإعمار القرى وأجرى مسحا على جميع القرى الشمالية واتضح انّ ثماني قرى تحتاج الى تطوير شامل وأخرى الى تطوير اقل لكن بقيت المشروعات حبرا على ورق! الذي يتمناه أهالي الشمالية أن تكون هناك خطط عاجلة لتطوير قراهم والمؤسف أنّ ما يتم الآن من تطوير عبارة عن حلول ترقيعية.
وبقي أن نذّكر بمأساة الشارع الرئيسي بالمحافظة الشمالية ونعني به شارع البديع، فالشارع رغم مضي نصف قرن على إنشائه الاّ انه لم تطرأ أية توسعة أو تطوير عليه من اي شكل، رغم تضاعف أعداد السكان بعشرات المرات فإنّ الشارع بقي على حاله مسارين في كل اتجاه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية