العدد 2904
الإثنين 26 سبتمبر 2016
banner
دفاعًا عن مصر محمد حسن العرادي
محمد حسن العرادي
الإثنين 26 سبتمبر 2016

طالعتنا بعض مواقع التواصل الاجتماعية بحملة تشويه وتجنٍ كبيرة تستهدف الاقتصاد المصري من خلال تشويه سمعة المنتجات الزراعية المصرية وتحديدا الفراولة والمانجو المصرية وغيرها من المنتجات الزراعية التي تشكل عصبا مهما في الاقتصاد المصري.
لقد استغلت هذه الحملة المغرضة حرص الناس وقلقهم على صحتهم، وخوفهم من الأمراض المعدية والمستعصية خصوصا الوراثية، وراحت تسوق التقارير والأخبار الكاذبة والمفبركة بشأن انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي في كل المنتجات الزراعية المصرية خصوصا الفراولة والمانجو بدعوى ريها بمياه المجاري.
ومنذ اليوم الأول وحتى قبل أن تصلنا أية معلومات من مصادر رسمية مصرية تفند هذه التقارير المغرضة، تكونت لدينا قناعة راسخة بأن الأمر لا يعدو كونه حربا اقتصادية وتشويه سمعة ضد مصر، قلب العروبة النابض وسر قوتها ومصدر ثقافتها وتعزيز وحدتها، حرب لا تختلف كثيرا عن الحرب الإرهابية التي تستهدف أمن مصر واستقرارها.
إن لمصر في أعناقنا نحن العرب كافة، خصوصا تلك الأجيال المتعاقبة من الطلبة والطالبات الذين نهلوا من العلم في الجامعات المصرية، أو تعلموا على أيدي المدرسين المصريين الذين انتشروا في كل البلاد العربية منذ أكثر من 100 سنة، لمصر في أعناقنا حق الانتصار لها والدفاع عنها في وجه الحملات الظالمة التي تستهدفها وتسعى إلى محاصرتها وضرب اقتصادها واستقرارها.
لقد تكالبت الحملات الظالمة ضد مصر من قبل أعدائها على أكثر من مسار بدءًا من استهداف السياحة مروراً بضرب الاستقرار والأمان من خلال المنظمات الإرهابية والمخابراتية وصولاً إلى الحرب ضد المنتجات الزراعية، كل هذا بهدف إشاعة الفوضى واليأس والقنوط في نفوس المصريين.
لقد أمضينا في مصر سنينا زاهرة من أعمارنا وأكلنا من خيراتها وشربنا من مائها الطاهر واختلط لحم أكتافنا ونمت عظامنا من زادها الطيب، ولم نجد من مصر وأهلها سوى الحضن الدافئ والأم الرؤوم التي أدبت وعلمت وأطعمت فلها منا كل العرفان والمحبة، ولن نقبل أن تمس أرض مصر الكنانة، أو أن يساء لها وتتلقى طعنات الغدر السامة ونحن صامتون.
لذا فإننا نوجه تحية احترام وتقدير ومحبة للشعب المصري العظيم وللفلاحين المصريين الذين يحفرون الأرض بأياديهم البيضاء ويسقونها بسواعدهم السمراء من مياه النيل المتدفق الذي روت مياهه أرض مصر الطاهرة عبر آلاف السنين.
ورسالتنا إلى المغردين العرب، اتقوا الله في مصر ولا تكونوا أنتم والزمن ضدها، فلقد قاومت مصر وصمدت أمام العديد من المؤامرات والحملات الظالمة، وانتصرت عليها، وحتما ستنتصر ضد الحرب الإرهابية والإعلامية والاقتصادية المشبوهة الجديدة.
أما رسالتنا إلى الإعلام المصري والسلطات المصرية المسؤولة فتتلخص في دعوتها للوقوف بقوة ضد هذه الحملات المجرمة وتعريتها وكشف زيفها وفضح الجهات التي تقف وراءها سواء كانت دولاً أو شركاتٍ أو منظماتٍ دأبت على محاربة مصر وشعبها
عاشت مصر عزيزة ومستقرة قلبًا ينبض بالحب والعطاء والكرامة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .