العدد 2818
السبت 02 يوليو 2016
banner
احتدم الصراع في إيران فاشتعلت في... حلب! (2) هدى الحسيني
هدى الحسيني
السبت 02 يوليو 2016



رُسمت حول قائد فيلق القدس قاسم سليماني الكثير من قصص البطولات، تحول إلى بطل في القصص الإيرانية، وتزداد التكهنات بأنه يجري إعداده ليكون الرئيس الإيراني المقبل.
عندما أنشأ الخميني “الحرس الثوري” كان الهدف أن يكون بمثابة الحرس “الامبراطوري” للنظام الجديد، لكن مع السنوات ومع زيادة استثماراته المالية زاد طموحه السياسي. مهمته ليست سهلة، في سوريا طال عمر الحرب، ولم يستطع سليماني حسمها. كذلك وضع الحرس في العراق، وإن كانت سيطرته ونفوذه هناك أوسع، ثم إنه رأس حربة النظام الإيراني وسياسته العدائية والتوسعية في المنطقة امتدادًا إلى لبنان على أساس “المقاومة” ضد إسرائيل، والحرس الثوري يعتبر حزب الله خط الهجوم والدفاع الأول له ضد إسرائيل، ثم إن من مهماته الأخرى استمرار تأجيج العداء لأي تطبيع محتمل بين إيران وأميركا.
أيضًا بعد هذه التعديلات الداخلية، عُلم أن سليماني غادر العراق وتوجه إلى سوريا “تحضيرًا لعملية واسعة النطاق يشرف عليها هو ويخوضها الجيش السوري والقوى الشعبية ومقاتلو حزب الله في جنوب حلب”.
يقول محدثي: “عندما أذكر اسم سليماني فإنما أقصد الحرس الثوري، وإذا نجح سليماني في القيام بهجوم على حلب، فإن الهدف ليس المدينة، بل تقويض كل سياسة ظريف وتحركات روسيا والدور الجديد لشمخاني والوعود التي أعطيت لكيري بشأن وقف إطلاق النار في سوريا”. أسأله: ما موقف الرئيس السوري؟ يجيب: “لقد كثر الطباخون، وليس معروفًا من سيدس السم”.
يلفتني إلى تصريح لأحد كبار مستشاري سليماني الجنرال عراج مسدجي بأن الحرس الثوري سوف يستمر في القتال في العراق وسوريا، وأيضًا في قتال تنظيم داعش، حتى مقتل آخر “تكفيري”، والقوات الإيرانية منهمكة في القتال “للدفاع عن حدود بلادنا”. أسأله: أين تقع حدود “بلادنا” هذه؟ يعيدني إلى ما يكرره نصر الله في كل خطاباته: سنضاعف عدد قواتنا في سوريا وفي العراق.
الأبرز في مواقف سليماني، الذي قليلاً ما يصرح، تحذيره يوم الاثنين 20 الشهر، الذي أطلقه من سوريا لمملكة البحرين، وبأنه سيقلب النظام هناك ما لم تتراجع وتعيد الجنسية لعيسى قاسم.
عندما أطاح ظريف بعبداللهيان، كان راغبًا في تحقيق الانسجام في وزارته فأقنع حسن روحاني بالحاجة إلى نقلة نوعية على مستوى السياسات الإقليمية، ومن المؤكد أن المرشد الأعلى وافق على هذا. تهديد سليماني للبحرين استفزازي للغاية، ويسقط صورة إيران التي يحاول روحاني وظريف تسويقها كدولة إقليمية مسؤولة.
الصراع على السلطة في إيران يزداد شراسة، من المؤكد أن روحاني لا يريد أن يلقى مصير خاتمي. يقول محدثي: “إنه يعتمد على دعم أجنحة داخل المؤسسة الدينية التي تعمل ضد هيمنة الحرس الثوري وقد لا يكون هذا كافيًا”.
المعركة اشتعلت بين روحاني وظريف من جهة، و”الحرس الثوري” من جهة أخرى. هل ينجح ظريف في ترجمة ما قاله لكيري عن “احتمالات” إيرانية لوقف النار في سوريا وتحفيز عملية السلام؟ أم يعلنها قاسمي حربًا مفتوحة في حلب؟
وعود على بدء، تتبين الآن أبعاد هجوم نصر الله على روسيا وتهديده المصارف اللبنانية، وتحريضه ضد السعودية والبحرين... إلخ. إنها معركته التي لا يناسبها “تحفيز أية عملية سلام لا تضمن بقاء الأسد”!. الشرق الاوسط.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية