العدد 2779
الثلاثاء 24 مايو 2016
banner
مصير الشرق الأوسط في ظل التغيرات الجارية؟ نوزاد المهندس
نوزاد المهندس
الثلاثاء 24 مايو 2016

مع مرور يوم 16/5/2016 مر على اتفاقية سايكس-بيكو المشؤومة 100 عام بالتمام والكمال تلك الاتفاقية الموقعة بين بريطانيا وفرنسا الدولتين العظميتين آنذاك في عام 1916 في خضم الحرب العالمية الأولى، وكما هو معروف ان الاتفاقية نصت بالدرجة الأولى على توزيع ميراث دولة الخلافة العثمانية (الرجل الاوروبى المريض) على الدول المنتصرة في الحرب بمباركة وتصديق من القيصرية الروسية آنذاك. ومن المعروف ان الدولة العثمانية امبراطورية كبيرة وواسعة في أوروبا وآسيا وأفريقيا ودام حكمها اكثر من 500 عام، وهذه المنطقة الشاسعة تعيش فيها ديانات ومذاهب مختلفة، والمعلوم ان توزيع الاراضي لهذه الدولة على حساب المكونات الموجودة داخل تلك الامبراطورية ومستقبلها، ومن بين تلك الاقوام الاكثر تضررا القومية الكردية وأراضيها الواسعة.
الكرد من الاقوام القديمة والعريقة الموجودة في المنطقة وتعود جذورهم الى ما قبل ميلاد المسيح ولهم تاريخهم وجغرافيتهم ودينهم (الزرادشتية) الخاص، حسب الكتب والدوكومينتات التاريخية والاركولوجية ولهم امبراطوريتهم الكبيرة (ميديا) قبل 700 عام من ميلاد سيدنا المسيح وعاصمتها مدينة (اكباتان) التاريخية في شمال ايران مدينة ((همدان)) الحالية واستطاعوا ان يهزموا الامبراطورية الآشورية العملاقة في وقتها عام 612 قبل الميلاد. واستمر حكمهم على الأراضي والشعوب في المنطقة اكثر من 100 عام. والآن الكرد موجودون في المنطقة مع اقوام وديانات اخرى كالعرب والترك والفرس والارمن والاشور والكلدان... وغيرهم. ولا أحد يستطيع أن يرفض وجود الكرد كقوم عريق وقديم في المنطقة وحقهم المشروع في الحياة الحرة وعدم طمس دورهم التاريخي وهويتهم القومية والإنسانية.
ونتيجة تلك الاتفاقية المشؤومة فإن الكرد الآن موزعون على اربع دول في المنطقة، تركيا وإيران والعراق وسوريا، وكذلك الكرد موجودون ومنتشرون على بلدان اخرى في المنطقة كلبنان والأردن ومصر والسودان والسعودية وأذربيجان و...غيرهم، جراء عدوان وسياسات التطهير العرقي المنفذة بحقهم من قبل السلطات والحكام المسيطرة في بعض الدول وأولهم العثمانيين والأتاتوركيين والآن على يد الخليفة الجديد الاخواني والحكام الإيرانيين من القاجاريين والبهلويين والعرب في سوريا والعراق من القوميين والبعثيين.
اليوم بالتحديد مرت 100 عام على هذا الظلم واللاعدالة بحق الكرد، ولكن اليوم اختلفت المعادلة تماما عن البارحة، الكرد في هذه المرحلة هم في خندق ضد الارهابيين من عصابات داعش المجرمة بحق كل الشعوب ودول المنطقة بمساندة حزب العدالة والتنمية سرا وعلنا، الكرد هم المدافعون المخلصون في محاربة الداعشيين والعصابات الاسلامية المتعصبة والمتعطشة للدماء في سوريا والعراق، الكرد قوم مدافعون للبشرية بكل الوانها ودون اختلاف او انحيازية، الكرد هم وحدهم يدافعون عن البشرية ومستقبل هذه المنطقة والعالم، بقوتهم البشرية والمادية مستعينين بمساعدات قليلة من جانب الدول الاوروبية وأميركا وروسيا، ولكن الكرد وحدهم موجودون على الأرض وهم وحدهم بتضحياتهم الحقيقية والناصعة للعيان في كردستان العراق وكردستان سوريا وكردستان تركيا. لذا في مناسبة مرور 100 عام على اتفاقية سايكس بيكو المشؤومة القديمة، بدأت الدول العظمى ودول المنطقة تفهم حقيقة وجود الكرد وأهمية دورهم ضد ارهاب داعش المجرم والآن هم على فهم تام بالدور الكردي المستقبلي. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية