العدد 2779
الثلاثاء 24 مايو 2016
banner
بغداد عاصمة التهريب والتدريب!! (1) ضياء الحكيم
ضياء الحكيم
الثلاثاء 24 مايو 2016

لا تظن أن تسميتي لعنوان المقال مُحببة الى نفسي، فبغداد كانت عاصمة الجمال والفن والسياحة والأدب والشعر والتراث والإبداع. وكم أتمنى من قرائنا أن يتفحصوا ويحللوا ما سأتطرق إليه هنا دون تعصب لمذهب أو قومية.
منذ زمن والتفكير العسكري العراقي المعوج، منصب على تكديس السلاح الغربي والشرقي. والسلاح المقتنى في مؤسسة كالعراق، ليس لها صيغة الدولة، يصل بعبث الى أيدي العصاة والعصابات والمليشيات والعشائر المفضلة المختلفة الولاء، وبعلم الحكومة.
أولاً: أين مقر الحكومة العراقية؟ بالإضافة الى كارثة العراق المالية وسوء الحالة الأمنية نرى أن بغداد العاصمة “وسأثبت ذلك للقارئ” تحولت الى ثكنة عسكرية محاطة بسواتر ترابية وجوانب كونكريتية وبوابات وأسيجة وحراسات ومحطات مرور وغلق، وقد يتساءل البعض: وما الجديد في ذلك؟
دول تبيع السلاح وقادة العراق يشترونه بشغف، وفي حالات عديدة تتبرع بعض الدول بتهريب السلاح والعتاد الى مؤيديها ومناصيرها بعد زيارات يقوم بها مسؤولون وبرلمانيون عراقيون لدول إقليمية، وكنت قد أشرت في مقالي السابق الى أن العراق ليس مؤسسة دولة ونظام. وذكرتُ الأسباب. وحكام العراق من العرب والكرد عديدون، من شيوخ وزعماء قبائل وخطباء وعلماء جوامع، وبعلم أو دون علم من حكومة بغداد، كل منهم له مقر ومركز لا يخضع لسلطة.
والمقرات والمراكز الرمزية الحزبية والعشائرية والمليشياوية والفدرالية الاتحادية موزعة بلا انتظام في كل مناطق العراق وليس المنطقة الخضراء فقط. وهذه المقرات لا تخضع إدارياً وأمنياً وعسكرياً الى أية حكومة كما ينص الدستور الذي يتصارع النواب ورئيسهم وبعويل وتفسيرات فضفاضة متنافسة من بعض خطباء الجمع الذين لا علم لهم بدخول العالم القرن الحادي والعشرين.
ثانياً: العاصمة بغداد، في آخر التطورات التي تُدلل على سوء الفهم العسكري العراقي والتفكير العقيم كإدخال حصان طروادة المعركة. تم مؤخراً تدريب القوات العراقية على نصب جسر هندسي عسكري عائم (على نهر دجلة في بغداد) لعبور القطعات والمدرعات والمدفعية وتحت إشراف المستشارين العسكريين الأميركيين، لتصبح عاصمة الدولة مقرا رئيسيا لتدريب القوات وثكنة مضافة لمحطات مرور.
 وزير الدفاع العراقي هلل للمناسبة وقال: “الممارسة مهمة ونصب هذا الجسر من الفعاليات الهندسية العسكرية والحمد لله الفعالية تمت بنجاح وممكن ان تترجم الى الواقع في المعارك العسكرية القادمة وإمكانيات الهندسة العسكرية عالية جدا بالرغم من قلة الموارد الميسرة ولكن يبذلون جهودا استثنائية اضافية”.
ويسهم مستشار وزير الدفاع، بقوله: “إن هناك عزما على تحرير كل المدن الكبرى وبعد الرطبة والطريق السريع، وباقي المدن بوقت قياسي والعمليات مستمرة في عدم اعطاء الفرصة للارهابيين الفرصة لالتقاط الانفاس” .
تصور أن هذا هو كلام العسكريين العراقيين والعراق محتل من كل الجوانب وقادته ينادون بالتقسيم. بكلمة أخرى العاصمة بغداد ما هي إلا ثكنة عسكرية للتدريب على تمارين الحرب.
وهنا ينبغي عليَّ توضيح نقطة تتعلق بالجسور العسكرية العائمة وقت الحرب.
في عام 1973 وقبل الحرب المصرية لتحرير الضفة الشرقية لقناة السويس وصحراء سيناء من إسرائيل تم تدريب القوات المصرية على نصب جسور هندسية مؤقتة لعبور القطعات والسلاح من ضفة القناة الغربية، دون تحديد مكان العبور للتمكين من مباغتة القوات الإسرائيلية.
عبور قوات مصرية قناة السويس الى سيناء في 6 أكتوبر 1973، أما العراق فإن العاصمة نفسها هي ساحة تهريب وتخريب وتدريب عسكري لزيادة الخبرة العسكرية. فأصبح عبور نهر دجلة فيها كفوضى عبور المتظاهرين جسر الجمهورية الى ضفة النهر في الكرخ لمهاجمة الأعداء في المنطقة الخضراء. في وقت فرضَ منع التجوال وانتشرت الفرقة الذهبية في محيط الخضراء وإغلاق جميع بواباتها بعد اقتحام متظاهرين من حركة الصدر مكتب العبادي والعبث بمحتوياته وإخراجهم بالقوة يوم الجمعة للمرة الثانية.
وعن سد العجز الحاصل في موازنة العام الحالي الذي يبلغ 25 تريليون دينار، فقد أعلن العراق حصوله على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 13 مليار دولار وبنسبة فائدة 1.5 بالمئة. بلا أية خشية أو خوف من الديون المتراكمة على البلد منذ غزو الكويت، وبلا أي تقدير أو تحليل مالي مصرفي اعتبر البنك المركزي العراقي الديون الجديدة (إنجازا ضخما كي تستطيع الحكومة تسديد رواتب الموظفين)!!. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .