العدد 2816
الخميس 30 يونيو 2016
banner
هل يُعيد بشار ما فعله والده بأوجلان مع صالح مسلم؟ (2) ماجد محمد
 ماجد محمد
الخميس 30 يونيو 2016

ظل أوجلان يمارس نشاطه بحرية في سوريا حتى عام 1998، الى أن اتهمت أنقرة الأسد بدعمه، وهددت تركيا وقتها حافظ الأسد باجتياح سوريا إذا لم يتخلّ عن دعمه أوجلان، حيث رضخ حافظ الأسد حينها للضغوط التركية وتخلى بكل سهولة عن أوجلان طالباً منه الرحيل بأسرع وقتٍ من سوريا، بطرق التفافية خسيسة، حيث أبعد الأسد الأب بالخبث والحيلة حليفه الكردي المؤقت آنذاك من سوريا في تشرين الثاني 1998 وذلك من خلال دخول الوسيط المصري آنذاك على الخط بين أنقرة ودمشق، وغدر الاسد بأوجلان بكل خسة، وانتهت بكل سهولة صداقة الاسد الأب لزعيم حزب العمال الكردستاني بعد الاتفاق مع تركيا عليه، وحسب سيرته أن الأسد الذي غدر بأقرب المقربين إليه، لم يكن غريباً عليه أن يغدر بكردي لم يؤمن بقضيته يوماً، إنما كان بالنسبة له مجرد ورقة في يد لاعب سياسي خبيث ومحترف، وكما تخلى الاسد الاب عن أوجلان عقب الاتفاق مع تركيا هل يُعيد الأسد الابن نفس تجربة والده ويتخلص من حزب الاتحاد الديمقراطي وزعيمه صالح مسلم في حال تم التوصل الى اتفاق مرة أخرى مع الجارة تركيا؟
وفيما يتعلق بقصة تبعية صالح مسلم لأميركا حسب الرأي المنسوب للأسد والمنقول من خلال دوغو بيرينجك، فحسب كتب التاريخ أن بعض الدول العربية لم تصبح دولاً إلا بعد الاتفاق مع الغرب ضد دولة الخلافة، ولكن هل بمقدور صالح مسلم أن يأخذ دور الملك فيصل الأول ويتخلص من سطوة الأسد عبر الاتفاق مع من هم أقوى منه كما فعلها الملك فيصل مع الانجليز ضد دولة الخلافة؟ أم أنه أضعف من أن يتجرأ على الغدر بمن يتحين الفرصة للغدر به وتالياً التخلص منه، أم سيتم طعنه من قبل خاقان دمشق كما فعلها والده بأوجلان؟ وإذا كان فعلاً كما يقال على ألسنة أغلب معارضي نظام الأسد عرباً وكرداً عن أن حزب صالح مسلم هو مجرد أداة بيد طهران والقابع في قاسيون، وأنه فور الانتهاء من صلاحيته سرعان ما سيتم التخلص منه، وذلك فور شعور كل من أنقرة ودمشق وطهران بخطورة تنامي قوته عليها جميعاً، وهل سيجرؤ صالح مسلم على محاكاة مبدأ المثل القائل “إذا ضربت فأوجع لأن الملامة واحدة”؟ طالما أنه في كل الأحول متهم بالتبعية أو العمالة للأميركان وفقَ النظام وللنظامِ حسب مناوئيه، ذلك النظام الذي لن يتورع يوماً عن التخلص منه إذا ما انتهى دوره، بناءً على التهمة الموجهة إليه على أنه بيدق بيد الأميركان، وذلك عبر الرأي المنقول عنه على لسان بيرينجيك، وأمام الجهتين المتضادتين اللتين يتهم صالح مسلم بالتعامل معهما، أي النظام السوري المجرم من جهة والولايات المتحدة الأميركية من جهةٍ أخرى، فهل يا ترى سيطيب لصالح مسلم التجرع من نفس الكأس التي تجرعها من قبله أوجلان على يد الأسد؟ هذا في حال لم يتقوض سلطان الأسد واستعاد عافيته حتى يغدو مصير مسلم كمصير معلمه الماكث في إيمرالي، ويغدو هو الآخر نزيل فرع فلسطين أو صيدنايا إلى أجل غير مسمى، أم سينتهج نهج الفيصل ويتحالف مع الغرب لإنقاذ ذاته ومن معه؟ وبالتالي بدلاً من أن تبقى صورته المرسخة في أذهان معارضيه كمتعاون مع هذا أو ذاك، إلى منقذٍ لدى فئة لا بأس بها من الشعب الكردي بمن فيهم ضمنياً مَن كانوا يخونونه ويجاهرون بعدائهم لسياسة حزبه؟
عموماً فلرب قائلٍ يقول إنه إذا ما كان ولابُدّ لِمَن اكتسب صفة العمالة حسب الاتهامات الموجهة إليه مِن الجهتين المتضادتين ومعهما طيفٌ واسع من ملته، أليس الأجدر به إذاً أن يكون عميلاً لمن كان رأساً، وأن لا يقبل قط بأن يكون مجرد عميلٍ صغير للذيلِ، باعتبار أن الأسدَ نفسه ليس أكثر من ذيلٍ للرؤوس الاقليمية والدولية المتحكمة بالملف السوري ومصير المنطقة ككل. إيلاف.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .